بعد تكفل الرياض بفاتورتها… ترامب يقرع طبول الحرب على سوريا

10

سلام سعود الزبيدي

لاشك إن الانتصار الذي حققه الجيش السوري في ميدان المواجهة ضد المسلحين المدعومين امريكياً وخليجياً لن يمر دون ضريبة، وهذا ما شهدناه طيلة سنوات المواجهة في سوريا، ضد العصابات الإرهابية منذ سيطرتها على مناطق واسعة في سوريا الى اليوم.

فبعد ايام قليلة من تحقيق النصر السوري في الغوطة الشرقية ، وانتزاع المناطق التي كانت تهدد العاصمة دمشق من سيطرة الجماعات المسلحة سواء عبر استخدام القوة او المفاوضات في إجلاء المسلحين وعوائلهم الى الشمال السوري، ووصول معركة الحسم إلى نهاياتها في الدوما أخر معاقل الإرهاب في الغوطة الشرقية، افتعلت الإدارة الأمريكية أكذوبة الضربة الكيماوية في المنطقة المذكورة، والتي اتهمت من خلالها الحكومة السورية، لتبرير استهدافها لمرافق حيوية عسكرية في سوريا، علماً إن وزارة الدفاع الروسية كشفت قبل أيام من الضربة المفتعلة الى وجود مخطط لبعض المسلحين لإجراء هجمة مفتعلة بالغازات السامة، وهو ما اعترف به ما يسمى فصائل مسلحة سلمت نفسها للجيش السوري والقوات الروسية قبل يومين من الضربة المفتعلة بالغازات السامة، وهو لم يعد بالأمر الغريب إذ انه ولأكثر من مرة نفذت هجمات كيماوية ، جرى فبركتها في مؤسسات إعلامية عربية وأجنبية بمشاهد تمثيلية واضحة سرعان ما انكشف زيفها واتضحت حقيقتها.

ولو سلمنا وقلنا ان الضربات الكيماوية السابقة كانت حقيقة، على اعتبار إن موازنة القوى كانت مختلفة تماماً عما هي عليه الان، وكانت الجماعات المسلحة على مشارف دمشق، لو سلمنا بذلك كله، فما الذي يجبر الجيش السوري اليوم على استخدام الغازات السامة وهو في موضع قوة، واستطاع في معركة خاطفة من استعادة الغوطة الشرقية، واجبر الجماعات المسلحة بما فيها "جيش الاستلام" الذي يسيطر على دوما للرضوخ الى إرادته؟.

الأمر واضح جداً ولا يحتاج الى التفسير والتأويل، فالكيان الصهيوني احس بحجم الخطر الذي يحدق به بعد استعادة الحكومة السورية زمام المبادرة، وقبول الجميع بما فيهم السعودية ببقاء الرئيس بشار الأسد على السلطة في سوريا، وتنامي قدرات الجيش السوري والقوى الرديفة له، كل ذلك بلور موقف موحد لدى المحور الإسرائيلي الأمريكي الخليجي بضرورة استخدام القوى لكبح الجيش السوري من التقدم.

وأول من دشن ذلك الاستهداف هو الكيان الصهيوني الذي انطلقت مقاتلاته مخترقة الأجواء اللبنانية، يوم أمس لاستهدف قاعدة "التيفور"، ليعلن فيما بعده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استعداده لشن عدوان عسكري على سورية، وحرك على اثر ذلك المدمرة "USSDonald Cook" بالقرب من ميناء طرطوس، بتأييد دولي وإقليمي، لم نعهده طيلة الأيام المنصرمة تجاه العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطينية اثناء مسيرات العودة التي راح ضحيتها عشرات الشهداء، ووصل عدد الجرحى الى 2500 جريح، حيث جوبهت تلك الجرائم التي جرت بالصوت والصورة وعلى الهواء مباشرة وباعتراف قادة الجيش الإسرائيلي، برضا وصمت مطبق على المستوى الإقليمي أو الدولي.

تحرك واشنطن منطلقه الأساس هو الحفاظ على امن إسرائيل وضمان مصالحها ومكاسب حلفائها الذين يتخوفون من تغيير بوصلة الصراع في سوريا، لكنها لابد لها ان تجدد مبرر تقنع من خلاله الرأي العام الدولي ، وكذلك المحلي الأمريكي، وكثيراً ما يكون هذا المبرر وسيلة لتحقيق اليهمنة والدمار وكسب المصالح الضيقة، فهي كما افتعلت أكذوبة أسلحة الدمار الشامل لاجتياح العراق عام 2003، تعمل تحت مظلة الكيماوي لضمان بقاءها في سوريا بعد انتهاء المعارك، والعمل على إضعاف الجيش السوري بضربات مباشرة تسعى لشنها في الساعات القادمة، بعد أن تعهدت الرياض بالتكفل بفاتورة الحرب!.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.