منابع الأرهاب

12

كتب / اياد الزهيري …

لا شك  أن وراء كل ظاهره أجتماعيه تطفح على مسرح الحياة, الا وهناك باعث لظهورها , وقوة هذا الظهور تتناسب وقوة بواعث هذه الظاهره. ومن هذه الظواهر هو الأرهاب . الأرهاب ليس بالظاهره الجديده وأنما هو أسلوب أستخدم ضد الخصوم , وبشكل أخص أرهاب الدوله البوليسيه , وأرهاب الجماعات والمنظمات الأرهابيه تحت عناوين حزبيه , أو قوميه , أو طائفيه, والتاريخ يحدثنا عن الكثير من أعمال الأرهاب التي تعرضت له البشريه ,

ولكن الجديد بالأمر هو شدة الوحشيه التي تتعرض لها الضحيه , وكذلك ضخامة العدد, وهول الجريمه التي تقع على الضحيه,ولكن ما يثير الأستغراب هو أن الأرهاب يتناسب طرديآ مع تقدم الزمن , على الرغم مما وصل اليه الأنسان من تقدم في كثير من الأصعده. فقديمآ مارس الملوك والأباطره أرهابآ سببه السطوه والحكم, وهناك أرهاب سببه بواعث نفسيه يعاني منها المريض أنحرافات , تقود الى سلوكيات تتسم بالأرهاب , وهذا ما نراه من أنضمام بعض الشباب من المهاجرين في أوروبا ممن أنظم للمنظمات الأرهابيه من أمثال القاعده وداعش, ومنهم من ينتمي الى شبكات أجراميه , وهناك أرهاب سببه الأقصاء والتهميش ,

 وخاصه المجاميع التي تستبعد لأسباب سياسيه أو دينيه أو قوميه, أو على أساس اللون والعرق, هذا اللون مارسته حكومات متعصبه أو أستعماريه, وغالبآ ما مارست هذا اللون من قبل دول غربيه ضد شعوب دول شرق أوسطيه , وأفريقيه, وحتى من أمريكا اللآتينيه. من الأمور التي ساهمت بظهور ردود فعل عنيفه هو الأصرار بأستخدام القسوه سواء كانت معنويه أم ماديه من قبل الدوله الغربيه أتجاه الشعوب الأخرى , ولعل ما يفسر قصدية الليبراليه الغربيه في رسم أهدافهم النهائيه هو الكاتب الأمريكي ( فرنسيس فوكوياما) في كتابه نهاية التاريخ والتي يتنبأ به عن نهايه للتاريخ يتوج بأنتصار النموذج الغربي وخاصه الأمريكي , وخلاصته ينطلق من تصور أن النموذج الأمريكي هو يجب من يسود العالم , أما بقية الهويات والأيدلوجيات فمصيرها الفناء ,

 او على ألأقل أقصاءها من الحياة العامه بأعتبارها نماذج أستهلكت وهرمت وأثبتت عجزها وينبغي تجاوزها, ومن الملاحظ أن السياسه الأمريكيه تسلك أكثر من طريق لتحقيق هذا الهدف , فمنها ما يتمثل بالحرب البارده ,كما حدث مع الأتحاد السوفياتي السابق, ومنه ما يسلك سلوك العنف كما في الحروب التي تقودها أمريكا في كل بقاع العالم وخاصه العالم الأسلامي. هذا الأقصاء والتهميش , زائد الرعايه والتشجيع لأفكار منحرفه من قبل دول كبرى لمجاميع منحرفه في العالم الأسلامي وبدعم دول الملوك والأمراء في الخليج ساهم بظهور أرهاب لا عهد للعالم به على طول التاريخ , والذي مثل صعقه حتى لراعيه وداعميه.

 أنه الأرهاب المؤدلج والساخط , والمهمش أحيانآ, أنه أرهاب التكفير , وهو النموذج الذي أختارته الأمبرياليه الأمريكيه لأزاحة خصومها في العالم الأسلامي على نظرية الضد النوعي لمنظرها ( مايكل أندك) فقد وقع الأختيار على الأتجاه السلفي الوهابي لما يمتلكه مواصفات وتخريجات فقهيه تكفيريه لا تتوانى من أستخدام القتل والتنكيل بخصومها . أن التراث الفكري لهذه الفرقه يرتكز على الكثير من القواعد الفكريه التي أباحوا لأنفسهم من خلالها أستعمال كل الأساليب الوحشيه للأنقضاض على مخالفيهم, ومن هذه الروئ والأفكار هو مقولة (الفرقه الناجيه) والتي تصور لهم أنهم من أصحاب الجنه وغيرهم من أصحاب النار , وأن قتال هؤلاء فرض ديني والموت فيه هو أقصر طريق نحو الجنه. أن قساوة هذا النموذج هو من أعطى لدوائر البحوث التابعه لوزارات خارجية دول ترعى الأرهاب بالترويج والدعم له ,

وكانت البدايه لدعمه هو عندما أجتاح الأتحاد السوفيتي السابق دولة أفغانستان و ولكي تتجنب أمريكا الحرب المباشره مع الأتحاد السوفيتي ظهر الى سطح الأحداث منظمه تسمى بالقاعده بقيادة سلفي سعودي أسمه أسامه بن لادن تظلله المخابرات السعوديه وعلى رأسها الأمير تركي بن فيصل ال سعود. يمكننا في هذا السياق الأشاره الى الصهيونيه كفر وممارسه ساهم وبشكل كبير في عمليات الأرهاب التي تقودها دول , بالأضافه وبسبب سلوكها العدواني ساهم بردود فعل عنيفه من قبل الضحيه , كما أن هذه بعض أبناء هذه الضحيه والذي وصلوا لحد اليأس من النيل من قاتليه توجهوا التي تشكيل أو الأنضمام الى تشكيلات أرهابيه من أمثال داعش والنصره والقاعده وأحتلوا فيها مواقع قياديه .

نعود للعنف الغير مبرر للكيان الصهيوني والذي أنطلق أيضآ من قاعدة أنهم (شعب الله المختار) وغيرهم لا يعدوا أكثر من عبيد , هو من دفع بأتجاه صناعة الأرهاب , وما ظهور على سبيل المثال شخصيه أرهابيه كشخصية أبي نضال الا مثال على ذلك , وتطور الأمر الى أنخراط الكثير من الفلسطنيين الى منظمات أرهابيه تحت مسميات من أمثال القاعده وداعش وأخواتها , كل هذا نتيجه لردود فعل غير ناضجه لعدوان عجزوا عن رده , والأمر منه أن أسرائيل نفسها أستخدمت هذه المنظمات بتوجيهها الى أهداف تعتبرها خصمآ لها مثل أيران , فبدل ان يوجهوا أفواه بنادقهم لمغتصبي أرضهم وقاتلي أهلهم , وجهوا بنادقهم الى أخوانهم بالدين , طبعآ بمساعدة فكر وهابي منحرف . هذا من ناحيه , ومن ناحيه أخرى قد يكون التهميش والأقصاء وعدم العداله الأجتماعيه , والتفاوت الطيقي التي يكون نتيجه لفشل النظام السياسي أتجاه رعاياه , يكون سبب رئيسي لظهور الأرهاب وموجات العنف في المجتمع , حتى أن التأخير أو الأهمال في معالجتها قد يحرق الأخضر واليابس .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.