“الفتات” و”نريد ثروتكم”: هل بدأ موسم “حَلْبُ السعودية”

14

لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجبي الأموال السعودية إلى خزائن بلاده، رغم ضخامتها، إذ تساهم باعتراف ترامب نفسه في تنشيط سوق العمل المحلي، وهو ما يظهر جلياً البيانات الاقتصادية الرسمية.

ترامب وخلال استقباله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، الثلاثاء 20 مارس 2018، استعرض في لوحةٍ قيمةَ الصفقات العسكرية بين البلدين، وأنواع الأسلحة التي يتوقع أن تزود بها إدارته الرياض، لافتاً إلى أن إجمالي المبلغ في اللوحة الأولى يصل إلى مليار و525 مليون دولار.

واللافت هي اللهجة التي تحدث بها ترامب، حيث استعرض لوحة قال إنها تتضمن تزويد السعودية بنظام "ثاد" مقابل 13 مليار دولار، إضافة إلى 130 طائرة هيركليز بـ 3.8 مليارات دولار، وطائرة "إبي 8 بوسيدون" مقابل 1.4 مليار دولار، وكذلك عربات برادلي والدبابات بقيمة 1.2 مليار دولار، ثم وجه خطابه لولي العهد السعودي قائلاً: "هذا المبلغ فتات بالنسبة لكم"، وهو ما أضحك محمد بن سلمان كثيراً، قبل أن يواصل الاستماع إلى شروح ترامب عن قيمة الصفقات التي قال إنه عاد بها من قمة الرياض.

كما تباهى الرئيس الأمريكي بالاستثمارات التي تقوم بها السعودية في بلاده، قائلاً إن المملكة ثرية جداً، و"ستعطينا" جزءاً من هذه الثروة.

وأضاف ترامب، خلال مأدبة غداء أعدها لولي العهد السعودي، أن الرياض وعدت بلاده بشراء معدات عسكرية وأشياء أخرى مقابل 400 مليار دولار.

وبيَّن ترامب أن العلاقة بين الرياض وواشنطن "أقوى من أي وقت مضى"، موضحاً أن "السعودية ثرية جداً وسوف تعطينا جزءاً من ثروتها كما نأمل؛ في شكل وظائف وفي شكل شراء معدات عسكرية".

وبيّن في لهجة "تسويقية" أنه "لا يوجد أفضل من الأسلحة والمعدات الأمريكية، والسعودية تقدر ذلك"، كما أشاد بقرار الملك سلمان تعيين نجله ولياً للعهد.

 

المال مقابل التحالف

تصريحات ترامب هذه عن السعودية تعكس، وفق كثيرين، مؤشر تعامل الولايات المتحدة مع السعودية، القائم على المال مقابل الخدمات السياسية والعسكرية، إذ إن ترامب سبق أن اعتبر في مناسبات سابقة، وتحديداً خلال حملته الانتخابية، أن هذه الأموال السعودية حقٌّ أصيل لبلاده مقابل حماية المملكة من الأخطار التي تتهددها.

فقد وصف خلال مناظرة له، أواخر العام 2015، السعودية بـ "البقرة الحلوب"، التي تدر ذهباً ودولارات بحسب الطلب الأمريكي، قائلاً: "إن ما يقدمه آل سعود إلى أمريكا من مال حتى لو كان نصف ثروة البلاد لا قيمة له ولا أهمية بالنسبة لما تقدمه أمريكا لهم من حمايةٍ ورعاية"، وهو ما يشير إلى أن العلاقة بينهما قائمة على "الابتزاز" أكثر منها على التحالف.

من جهته، أوضح ولي العهد السعودي لترامب خلال لقائهما الأخير أن "العلاقات بين البلدين وفرت حوالي 4 ملايين وظيفة في أمريكا وكذلك في السعودية، إن بشكل مباشر أو غير مباشر"، مبيناً أن هناك الكثير من الأشياء يمكن تحقيقها في المستقبل.

وتابع: "نسعى للتعامل مع 200 مليار دولار من المشروعات المشتركة، وكذلك 400 مليار كانت في وقت سابق، حتى نتأكد أننا نتعامل بشكل جيد مع الأزمات التي تواجه بلدينا".

وكانت السعودية أبرمت سلسلة صفقات مع الولايات المتحدة خلال زيارة ترامب إلى الرياض في مايو الماضي، بقيمة وصلت إلى 400 مليار دولار، وهي الكبرى في تاريخ البلدين.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.