لماذا الغوطة..؟!

12

أسعد عبود

تكاد تُنسى كل المعارك والصراعات في سورية وحولها لمصلحة القتال في الغوطة الشرقية.. يعني ليس كل الغوطة.. بل الجزء الشرقي منها فقط!!.

لماذا كل هذا الاهتمام الغربي والتابع له بهذه البقعة المحدودة جغرافياً، ومحدودة من كل الجوانب مهما كذبوا وبالغوا بأعداد المدنيين داخلها..؟! حتى ليكاد اهتمام العدوان على سورية بالغوطة الشرقية يزيد عن اهتمامهم بشرق حلب أو بدير الزور!! وتلك كانت مدناً وأحياء وأعداداً كبيرة من البشر… وبموجب تقديراتهم وتقديرات غيرهم كان النصر في حلب وما زال مؤشراً لخواتيم الحرب…‏

الذي تستطيع الغوطة أن تقدمه.. أو الذي يستطيع الوجود المسلح الإرهابي في الغوطة تقديمه على صعيد المعركة وحسم الحرب هو فقط إمكانية الضغط على الحياة اليومية في العاصمة.. وبلبلة الحالة الأمنية فيها..‏

أما على صعيد المعركة العسكرية فلن يستطيع إرهابيو الغوطة الشرقية ولا في يوم من الأيام التقدم عسكرياً لاحتلال دمشق مثلاً.. أبداً.. يستطيعون تنغيص الحياة فيها ونشر حالة لا أمان وكفى..‏

إذاً المطلوب حمايته في الغوطة الشرقية هو هذا الوجود المسلح الإرهابي لاستمرار إشاعة الخوف والقذائف والموت..‏

أما حقوق الإنسان وحماية المدنيين وإيصال المساعدات.. فكلها تتأمن بسرعة وسهولة ويسر أكبر بكثير في حالة الاستقرار والأمان واختفاء العصابات المسلحة.‏

يقولون: تحسين شروط التفاوض..!! كيف..؟ وإلى أي حدود..؟!‏

الحدود هي ما يرسمها قرار مجلس الأمن الدولي الخير رقم 2401.. انتبه إلى القرار ومحتواه وما يطرحه الغرب وتباعه على أساسه.. وستفهم محدودية المقدرة على تحسين شروط التفاوض..‏

يقول القرار بهدنة لشهر على كامل الأراضي السورية.. لكن اهتمام الغرب بالغوطة الشرقية فقط.. يعني أنهم وضعوا شروطاً للتفاوض يهربون منها.. وقد رفضت شريكتهم تركيا مباشرة القرار.. وينص القرار على استثناء القاعدة وتفرعاتها وداعش من الهدنة.. ويعجز الغرب وشركاؤه بمن فيهم الأمم المتحدة عن التفكير بهذا الشرط.. ذهنهم مشغول بمسرحية يمثلها أبطال الأوسكار من ذوي الخوذ البيضاء وأمثالهم حول كذبة جديدة لاستخدام السلاح الكيماوي في سورية.. ولا يعنيهم بأي شيء محاربة داعش والقاعدة والإرهاب عموماً.‏

ما زالوا يريدون رأس سورية.. لا غوطة شرقية ولا غربية.. سورية كانت الصوت الذي يجب إسكاته.. من أجل استكمال القضاء على فلسطين.. من أجل سرقة القدس.. من أجل التهويد.. من أجل التطبيع.. كان يجب إسكات الصوت السوري..‏

كل المواقع والبنى التي خرجت منها سورية بفعل الحرب الكونية عليها تغير سلوكها وتحولت إلى فرط وقاحة وعدوان.. أكان بالحرب أم بالتطبيع.. استمعوا إلى النغمات العربية حول التطبيع.. هل كانت تلحن هكذا لو كانت سورية بعزها..؟!‏

المسألة ليست أبداً مسألة الغوطة.. بل هي مسألة سورية.. وهو ما تدركه وترفضه وستقاتله سورية.‏

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.