إرهاب أميركي بامتياز

13

ناصر منذر

تصعد الولايات المتحدة إرهابها على سورية بمختلف الأساليب، وتقصف عشوائيا بسهامها المسمومة كل المبادرات والاتفاقات والتفاهمات الدولية لوأد أي حل سياسي لا يتوافق مع أطماعها التوسعية، بعد أن كشف العالم كذبها وادعاءاتها الباطلة بمحاربة الإرهاب، وأدرك نياتها الحقيقية في سعيها المحموم للحفاظ على التنظيمات الإرهابية، وحماية مرتزقة داعش والنصرة، للاستثمار في جرائمهم على طاولات « جنيف وآستنة» وغيرها، بقصد الضغط والابتزاز.‏

ما جرى مؤخرا في جلسة مجلس الأمن الأخيرة، وما رافقها من تصعيد غير مسبوق من قبل رعاة الإرهاب بحق المدنيين في دمشق وريفها، وشرعنة جرائم الإرهابيين من قبل ثالوث العدوان الأميركي والفرنسي والبريطاني، يثبت مجددا أن أميركا وشركاءها في سفك الدم السوري، لم يكن في واردها على الإطلاق التوصل إلى حل سياسي، وإنما اللعب على الوقت لوضع المزيد من العراقيل أمام أي جهود دولية تؤدي الى إنهاء الأزمة على أساس المصلحة الوطنية العليا للشعب السوري.‏

أميركا وأتباعها الغربيون الذين استماتوا لفرض تهدئة في الغوطة الشرقية، تعطي إرهابيي النصرة فرصة جديدة لترميم صفوفهم المنهارة، سرعان ما انقلبوا على ما تم التوافق عليه، من خلال عدم إلزام مرتزقتهم بوقف إجرامهم بحق المدنيين، وتصعيد حملتهم الهستيرية المبنية على الافتراءات والأكاذيب، لعدم رغبتهم في الأساس بوقف عدوانهم الغاشم على الشعب السوري، وللمضي قدما في مخططاتهم الاستعمارية باستهداف الدولة السورية.‏

ويتجلى التملص الأميركي من التفاهمات الدولية، في التصويب الأميركي المباشر على عملية «آستنة» ونعيها بالكامل، تحت مزاعم فشل تلك العملية، والسبب هنا واضح، وهو بسبب استبعاد أميركا من الاجتماعات الثمانية السابقة، وحصر دورها فقط بصفة مراقب، وتتجاهل إدارة ترامب بالمطلق حقيقة أن محادثات جنيف التي انطلقت منذ سنوات، ولها دور أساسي فيها، لم تحقق حتى اليوم أي نتائج، ومع ذلك لم تعترف واشنطن بعد بأن «جنيف» قد فشل، وأن ما حققه مؤتمر سوتشي مثلا خلال اجتماع واحد فاق كثيرا ما حققه «جنيف».‏

باختصار، أميركا تريد أن تكون وحدها صاحبة «الحل والربط»، وحتى من دون الاكتراث لما يريده الشعب السوري.. تريد إعطاء الشرعية للتنظيمات الإرهابية، وتسليمها السلطة، لتكون هي بالتالي صاحبة الرأي والقرار في سورية، وهذا ما لن يحدث أبدا.. والسوريون لديهم من الإرادة والتصميم ما يكفي لقطع اليد الأميركية، ودحر مرتزقتها، واجتثاثهم من كامل الأراضي السورية.‏

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.