أميركا تستثمر بورقة الإرهاب.. وتكفيريو النصرة تحت الحماية الغربية!

14

ناصر منذر

حملة التجييش الأميركية والغربية الأخيرة في مجلس الأمن الدولي، كانت غير مسبوقة لما تضمنته من كذب وافتراء وتضليل من قبل رعاة الإرهاب، وكأن أميركا وأدواتها في سباق مع الزمن لمنع انهيار التنظيمات الإرهابية في سورية، وفي مقدمتها «جبهة النصرة» الإرهابية، فرع تنظيم القاعدة، فكان لافتا استماتة أميركا وفرنسا وبريطانيا، إضافة للأمم المتحدة، في التغطية على جرائم الإرهابيين بحق المدنيين في دمشق وريفها، ما يعني أن التنظيمات الإرهابية هي جزء أساسي من المعادلات التي تحاول القوى الداعمة للإرهاب فرضها لخدمة مصالحها وأطماعها التوسعية.‏

أميركا تعيد المشهد اليوم إلى نقطة الصفر، عبر سعيها المحموم لإعادة إنتاج الإرهاب من جديد، فهي تريد فرض ما تسميها هدنة إنسانية في الغوطة الشرقية، ليتسنى لها ولأدواتها ترميم أذرعها الإرهابية في تلك المنطقة، ولتجد لنفسها فرصة كافية لإدخال إرهابيي داعش من محميتها في التنف إلى الغوطة لمؤازة إرهابيي النصرة في اعتداءاتهم على المدنيين، ومحاصرة العاصمة دمشق، بهدف الاستثمار على طاولة الحل السياسي، من جهة، ولإطالة أمد الحرب على سورية من جهة ثانية، لتمرير «صفقة القرن»، وهو ما تمثل بتسريع موعد نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، لتتزامن مع ذكرى النكبة، وهو ما يشير إلى أن الإرهاب المدعوم أميركيا، والذي تواجهه سورية وفلسطين واحد، وخاصة أن الكثير من التقارير الإعلامية أفادت بأن ترامب أمر نتنياهو بشن عدوان جديد على مواقع الجيش العربي السوري بالقرب من الغوطة الشرقية، من أجل حماية إرهابيي النصرة.‏

وكان من اللافت أيضا خلال جلسة مجلس الأمن الهجوم الحاد على الحكومة السورية، وروسيا، ومحاولات تحميلهما مسؤولية ما يجري في الغوطة، والهدف تفريغ انتصارات الجيش العربي السوري وحلفائه من مضمونها، فأميركا التي ضخت كل إمكاناتها لحماية داعش لم تستطع حمايته، عدا عن بعض فلوله في التنف، وشرق الفرات، فجاءت جوقة العدوان لتكيل التهم للحكومة السورية، فتباكت الأمم المتحدة كثيرا على لسان وكيلها للشؤون الإنسانية على حياة الإرهابيين في الغوطة، وتعامت بالمطلق عن الضحايا المدنيين من القصف العشوائي للتنظيمات الوهابية التكفيرية للأحياء السكنية والمشافي والجامعات والمدارس في دمشق وريفها، تماما كما فعل دي ميستورا سابقا قبل تحرير الأحياء الشرقية في حلب، وما يفعله اليوم لحماية إرهابيي النصرة في الغوطة الشرقية.‏

ولم يخف المندوبان الفرنسي والبريطاني قلقهما على مصير الإرهابيين، حتى إن المندوب البريطاني كاد يبكي على مصير إرهابيي «القبعات البيضاء» الذين يعدون بأوامر مباشرة من حكومة بلاده لسيناريو «كيميائي» آخر، ليأتي فيما بعد تباكي الأعراب في مضارب آل سعود، ومشيخة قطر، على مرتزقتهم ليكمل مشهد النفاق الذي اعتادت منظومة العدوان لترويجه، منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية وشعبها.‏

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.