حول مؤتمر إعمار العراق

10

شوكت أبو فخر

استضافت الكويت قبل أيام قليلة على مدار 3 أيام مؤتمراً دولياً لإعادة إعمار العراق، شاركت فيه عشرات المنظمات العربية والإقليمية والدولية ورجال أعمال وممثلون عن عشرات الدول، وتقرر في ختام المؤتمر المساهمة بنحو 30 مليار دولار، في وقت كانت فيه بغداد تأمل بنحو 88 مليار دولار من أجل إنجاز إعادة إعمار هذا البلد الذي أنهكته الحروب.

كل ما حفل به المؤتمر يبعث على التساؤل من التوقيت إلى النتائج، فقد كان صادماً حقاً أن يتزامن انعقاد المؤتمر مع التاريخ نفسه الذي دمّرت فيه أميركا العراق، ويحتفل فيه الكويتيون باحتفالية «هلا فبراير» فهل جاء التوقيت عرضياً، أم إنه مدروس لكي تصل الرسالة إلى الشعب العراقي..؟

لا ندري إن كان الأمر مقصوداً أم ضعفاً في الذاكرة أم تشتيتاً للفكر عن الحقائق؟!

صحيح أن أمريكا هي الأداة المنفّذة لتدمير ليس العراق فقط، بل ليبيا واليمن وسورية، لكن هل ننسى من موّل كل هذا التدمير وحرّض عليه..؟!.

هل ننسى من دفع فواتير تدمير العراق؟ وهل ننسى من يدفع ولغاية الآن فواتير تدمير سورية؟ وهل ننسى من يدفع الآن فواتير تدمير اليمن وننسى من يشارك فعلياً أيضاً بتدميره؟

كان صادماً أيضاً أن الولايات المتحدة الأمريكية، لم تساهم بدولار واحد في جهود إعادة الإعمار، وهي المسؤولة الأولى والمباشرة عن كل الدمار والخراب الذي حل بالعراق سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بدءاً من الحصار والتجويع لسنوات، مروراً بالاحتلال عام 2003 من «التحالف» الذي قادَته الولايات المتحدة، حيث جرى تدمير البنى التحتية الرئيسية من جسور، ومحطات، وماء، وكهرباء، ومستشفيات، ومدارس وصولاً إلى صعود وتمكين «داعش» الذي لم يكن إلا صنيعة أمريكية؟

العراق بلد غني وعريق في تاريخه وحضارته ومقدراته وأبنائه، بلد دمّره الأمريكيون عن سبق الإصرار وعليه فالولايات المتحدة يجب أن تتحمّل مسؤولية إعادة الإعمار كاملة، وأن تقدم تعويضات لاستشهاد أكثر من مليون عراقي بسبب حصارها، ومئات الآلاف الآخرين الذين استشهدوا بفعل عدوانها بعد احتلال عام 2003 وعليها أيضاً أن تقدم اعتذارها عما حل بالعراق وأن يجري تقديم المسؤولين عن هذه الجرائم إلى المحاكمة بالتهم المثبتة كجرائم حرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.