بين الغوطة والتنف وعفرين.. أقواس ترتفع مقابل صخب ميونيخ وبروكسل

12

علي نصر الله

عفرين والغوطة والتنف ليست مجرد جغرافيا سورية، وليست مجرد أسماء لمناطق تنتمي للوطن السوري، تُحاول الولايات المتحدة ومعسكر أدواتها العبث فيها لتحقيق ما عجزت عن تحقيقه يوم أوغلت بالعبث على نطاق أوسع فيه، بعد أن جندت واستقدمت مئات آلاف الحثالات الإرهابية لتُحركها تحت اسم المعارضة التي ما زالت فيدريكا موغريني تراهن على تجميعها وتوحيد صفوفها حتى بعد أن صارت فانتازيا بنظر واشنطن.‏

بين التنف وعفرين والغوطة ثمة مسارات تسعى منظومة العدوان لجعل مُرتسماتها مؤثرة ونهائية تختزل فيها مضامين كل الأوراق التي تكفل الجيش العربي السوري ومن خلفه الشعب الصامد بإحراقها وتحويلها إلى رماد ظهرت آثاره جنوناً غربياً أميركياً إسرائيلياً في خطابات ميونيخ، وستبدو أكثر وضوحاً ربما في هلوسات دي ميستورا وفيلتمان وبأجندات بروكسل وجنيف لاحقاً.‏

بين الغوطة والتنف وعفرين لا نُنكر أن ثمة أوهاماً ما زالت تسيطر، وأن ثمة تربة هُيئت لينمو فيها المزيد لدى الأطراف التي صارت معروفة بعينها، هي لا تخفي نفسها وتعلن عن غايتها، لكن غاب عن الواهمين المُتوهمين الكثير من الوقائع والحقائق التي صارت بحكم الثابتة، وهي مُعلنة أيضاً تتردد على ألسنة السوريين كل السوريين من أنه لا مكان في سورية للتطرف وهابياً كان أم إخوانياً، ومن أنه ما من شبر في سورية يقبل بوجود أميركي أو إسرائيلي.‏

أقواس النصر التي ارتفعت أكاليل غار وعودة حياة كاملة في القصير والقلمون وحلب ودير الزور، وفي كل بلدة ومدينة وقرية على امتداد جغرافيا الوطن، سترتفع مُنتصبة في عفرين والتنف والغوطة وإدلب وسواها، لا ينتابنا شك، وواثقون كل الثقة بأنها مسألة وقت فقط، الوقت فاصل يمضي، وسيمضي معه أردوغان وترامب وابن سلمانكو ودميم قطر ونتنياهو وكل الحثالات التي استُحضرت.‏

قد يتطاول الوقت، ربما يمضي المزيد منه، لكن سورية أعلنت مراراً – ومن دون أوهام – أنها لا تقبل القسمة إلا على ذاتها، وإن تاريخها يشهد لها، فما استقر فيها محتل ولا جعلت له يوماً يهنأ فيه، حيث تقف هو سمت العروبة، وفلسطين بوصلتها، حدّثت كثيراً عن الصمود والأصالة، وما زال في جعبتها من روايات المجد ما ترويه للعالم، للأجيال وللتاريخ.‏

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.