مركز استخباري أميركي: 2018 عام الفشل الأميركي – السعودي في مواجهة إيران

25

أصدر مركز "ستراتفور" الاستخباراتي الأمريكي تقريره السنوي حول توقعات السياسة العالمية عام 2018، مؤكدا أن الولايات المتحدة والسعودية ستحاولان زعزعة استقرار المنطقة والتدخل في شؤونها الداخلية بهدف مواجهة الجمهورية الإسلامية الإيرانية لكنهما سيفشلان في مساعيهما تلك ولن يكونا قادرين على مواجهة إيران بسبب ما تمتلكه من قدرات.

وقال المركز في تقريره واطلعت عليه "شبكة الإعلام المقاوم"، إن الولايات المتحدة سوف تدخل العام الجديد وفي نيتها السيطرة على الأوضاع في العراق حيث سيشارك البيت الأبيض الكونغرس والبنتاغون التصميم القوي على مواجهة إيران، مبينا أن "السعودية ستغتنم الفرصة لتحدي إيران في إطار محاولات السيطرة على الشرق الأوسط".

وأضاف التقرير، أنه إدراكا منها (السعودية) لفرصتها الخاصة، ستدعم "إسرائيل" السعودية والولايات المتحدة على أمل دحر عدوهم المشترك (إيران)، وبهذا تقوم "إسرائيل" بعلاقة أكثر علنية مع السعودية، وكانت تلك العلاقة موجودة تاريخيا خلف الكواليس وفي الظلال.

ولفت التقرير إلى أن السعودية وأميركا خسرتا الرهان على اسقاط النظام في سوريا بينما ربحت إيران وحليفتها روسيا الحرب ضد المجاميع الإجرامية المدعومة أميركياً وصهيوينياً وسعودياً، مبينا في الوقت نفسه أن السعودية ستواصل دعم الجماعات الإجرامية في سوريا بهدف استمرار الصراع في محاولة تبدو فاشلة لتقويض جهود إيران في محاربة الإرهاب.

وتوقع التقرير ان "تلعب روسيا دورا عسكريا ودبلوماسيا بارزا في سوريا عام 2018. إلا أن قدرتها على التدخل في شؤون الشرق الأوسط – على حساب الولايات المتحدة – لن تقتصر على سوريا، وبدلا من ذلك، ستوسع روسيا نطاق وصولها إلى زوايا أخرى في المنطقة، من خلال تعزيز روابطها الاقتصادية والسياسية مع دول الخليج العربي، إضافة إلى مصر والعراق وليبيا وتركيا".

التقرير اشار ايضا إلى ان محاولات الرياض والغرب في عزل حزب الله سياسيا بالداخل اللبناني سيكون مصيرها الفشل والاخفاق مثلما حصل مع أزمة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مؤكدا أن "السعودية ستحاول استخدام رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري للتأثير على السياسة في بيروت من أجل تقويض مصالح حزب الله .. لن تتمكن الرياض من شن هجوم فعال على مكانة حزب الله في البلاد".

وتابع التقرير أن "السعودية ستحاول تجميع الدعم الذي تحتاجه لقيادة أي عمل ملموس ضد إيران، وبسبب هذا الفشل – على الأقل جزئيا – ستواجه السعودية صعوبة في مواجهة إيران حيث تفتقر المملكة إلى القدرات اللازمة للتفوق على الجمهورية الإسلامية وحلفائها".

وبشأن توقعاته حول العراق، أكد التقرير أن الرياض ستحاول التدخل في الشؤون الداخلية للبلاد وشراء احزاب وكتل سياسية بالتزامن مع قرب الانتخابات النيابية المقررة في ايار المقبل، مبينا أن الكيان السعودي سيحاول استقطاب احزاب سنية وشيعية من اجل تشكيل نيابية، لكن مساعيه ستبوء بالفشل لعدم تجاوب السياسيين العراقيين معه لما لمسوه خلال السنوات الماضية من دعم سعودي للإرهاب وتقويض الاستقرار.

على صعيد آخر، توقع التقرير أن تشهد السعودية خلال العام المقبل ايضا تفاقم الأزمات الاقتصادية مما يضطرها إلى الجوء لتدابير شديدة لمواجهة العجز المالي. ويقول التقرير بهذا الصدد إنه "لا يمكن للسعودية أن تتحمل تأجيل هذه الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، وسوف يرى مواطنوها قريبا علامات ملموسة على التغيير المؤلم، إذا لزم الأمر"، مؤكدا أن "أسعار السلع اليومية الجديدة مثل ارتفاع أسعار الوقود ستؤدي إلى المزيد من السخط الشعبي".

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.