“كرة النار”: امريكا فشلت في اشعال سوريا والعراق.. اين يتجه مشروع التآمر الغربي؟

19

شبكة الاعلام المقاوم/ تقرير خاص

لا تنفك الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني من عقد الصفقات السرية والعلنية لتدمير دول العالم الاسلامي، ابتدأتها في مشروع الحرب ضد سوريا والعراق باستخدام الجماعات التكفيرية المدعومة من قبل السعودية ودول الخليج، والعدوان ضد اليمن، بغية القضاء على اي مقاومة لتلك المؤامرات الغربية لتنفكيك العالم الاسلامي.

وبعد سبع سنوات من الحرب المدمرة خرجت سوريا ومعها محور المقاومة منتصرة على الدولارات السعودية والاسلحة الامريكية والصهيونية التي زودت بها الجماعات الاجرامية طوال تلك السنوات، وفي ذات الطريقة استخدم اعداء الامة الاسلامية جماعة داعش الاجرامية لاحتلال العراق وتشويه صورة الاسلام من خلال عمليات القتل الجماعية، لكن قوة الحشد الشعبي والجيش العراق انهت هذه المؤامرة بمدة قياسية، حيث ارادت امريكا ان تستمر هذه الفتة لاكثر من عشر سنوات بحسب ما صرح اكثر من مسؤول امريكي في هذا المجال.

وما ان انتهت فصول داعش في العراق حتى كشر العدو الامريكي الصهيوني السعودي عن انيابه من خلال فتة الاستفتاء الانفصالي في شمال العراق، وقد قضت القوات العراقية المقاومة من الجيش والحشد الشعبي على الفتنة قبل امتداداها لدول المنطقة المجاورة حسب المخطط الصهيوني، حيث رفع الانفصاليون علم الكيان الصهيوني بشكل علني رغم تجريم القوانين العراقية لهذه الخطوة.

وفي سوريا حيث لم تنتهي فصول جرائم حلف الاستكبار، سارع هذا الحلف لانقاذ ما تبقى من مجرميه تخوفا من تكرار سيناريو الهزيمتين المتتاليتن في العراق، فعقدوا صفقة لنقل الدواعش المتبقين في الرقة الى اماكن مجهولة.

 

"الصفقة القذرة" محاولة انقاذ داعش

 إذ كشفت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" منتصف شهر نوفمبر تشرين الثاني هذه الخطة الامريكية عن طريق قيام طائرات التحالف الامريكي بتقديم الدعم الجوي لمجرمي داعش الذين خرجوا من مدينة الرقة السورية بعد اتفاق سابق بين الطرفين، مبينة ان الطائرات الامريكية حلقت بارتفاعات منخفضة لاضاءة الطريق للدواعش.

وقالت "بي بي سي" في تقرير لها حمل عنوان "الصفقة القذرة"، ان الاتفاق تضمن تقديم مليشات سوريا الديمقراطية الحماية الارضية لمجرمي داعش، فيما قامت طائرات التحالف الامريكي بمهمة الرصد الجوي والحماية من مهاجمة طائرات معادية، في اشارة الى الطائرات السورية والروسية.

وعن عدد المجرمين الذين تم تهريبهم قال احد المهربين، "اصطحبنا نحو 4 آلاف شخصٍ من بينهم نساءٌ وأطفال في سياراتنا وسيارات التنظيم. حين دخلنا الرقة، كنَّا نظن أن عدد الأشخاص الذين سنحملهم يبلغ 200 شخص، ولكنني حملت في شاحنتي وحدها 112 شخصاً".

وينقل التقرير عن سائق آخر إنَّ طول القافلة كان يتراوح بين ستة كيلومتراتٍ وسبعة كيلومترات، وكانت تضم نحو 50 شاحنة، و13 حافلة، وأكثر من 100 سيارة تابعة لجماعة داعش الاجرامية. وكان بعض مقاتلي داعش المُلثَّمين يجلسون بتبجُّحٍ على أسطح بعض السيارات.

واشار مراسل "بي بي سي" انه "على طول الطريق، قال الكثيرون ممن تحدَّثنا إليهم إنَّهم كانوا يسمعون أصوات طائرات تابعة لقوات التحالف (الامريكي)، وطائرات بدون طيار في بعض الأحيان، بعد مرور القافلة عليهم".

ولفت الى ان قوات طائرات التحالف الامريكي القت بقنابل انارة لكشف الطريق امام القافلة. مبينا ان طائرات امريكية نفاثة حلقت على ارتفاع منخفضٍ جداً، ونشرت قنابل إنارة لإضاءة المنطقة.

 

مصر هي الوجهة الجديدة للمشروع التآمري

الرئيس التركي رجب طيب اردوغان كشف عن الوجهة الجديدة للمشروع التدميري الذي تقوده امريكا والسعودية والكيان الصهيوني ضد دول العالم الاسلامي، اذ قال خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية من أنقرة ان "الإرهابيين الذين غادروا الرقة أرسلوا إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء".

وأشار أردوغان أيضا في تصريحاته إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية ستستخدم الأسلحة، التي أرسلتها إلى المنطقة، ضد إيران أو تركيا أو روسيا، إذا استطاعت ذلك.

وفي سياق ذي صلة اتهم القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري، النظام السعودي باثارة الفتن في دول العالم الاسلامي باوامر من امريكا والكيان الصهيوني، مبينا ان اخر المؤامرات قد احبطت في اليمن على يد حركة انصار الله.

وبیّن ان هذه المخططات متباینة، ففی مکان ما یزعزعون الامن بالاغتیالات وإثارة الفوضى، وفی ایران المقتدرة هم بصدد زعزعة الأمن من خلال المؤامرات فی إطار الضغوط الاقتصادیة واستهداف المستوى المعیشی للشعب، وهذا الامر مستمر منذ سنوات، رغم انهم لم یتخلوا عن الإجراءات الأمنیة المعادیة الا انهم لن یحققوا أی نتیجة.

من جهتها اتهمت وزارة الدفاع الروسية الولايات المتحدة الامريكية بدعم الجماعات الاجرامية في سوريا من خلال توفير مظلة الحماية لها من ضربات الجيش السوري والمقاومة والضربات الروسية، واكدت الدفاع الروسية ان قاعدة التنف العسكرية تحولت الى عنصر دعم للجماعات الاجرامية.

وفي احد تصريحاته قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف انه "كلما اقتربت نهاية داعش في سوريا كلما اتضح من يخوض الحرب فعليا ضده ومن يمثل ذلك على مدى الاعوام الماضية"، وتابع "لذا إذا كان التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لا يريد مكافحة الإرهاب في سوريا فليكف على الأقل عن إعاقة من يقوم بذلك دون كلل وبفعالية".

 

تنسيق على الارض

وفي اطار تنفيذ المخططات التآمرية ضد المنطقة قام وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج ثامر السبهان برفقة مبعوث التحالف الامريكي بزيارة مدينة الرقة السورية ولقاء مسؤولين في الجماعات المسلحة هناك. بحسب ما كشف مراسل صحيفة "ديلي صباح" التركية في بروكسل محمد سولماز منتصف شهر تشرين الاول اكتوبر الماضي.

وقال سولماز ان السبهان زار بلدة عين عيسى، شمال مدينة الرقة السورية، والتقى مسؤولين في "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي (ب ي د)، وذلك بصحبة مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكجورك، وأنه عقد خلال الزيارة 3 اجتماعات.

الكيان الصهيوني وامريكا والسعودية اقرت بهزيمتها في سوريا والعراق وحتى في اليمن رغم ضخ مئات مليارات الدولارات باعتراف رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم الذي قال ان دول الخليج تكفلت بدفع الاموال للجماعات الاجرامية لتدمير سوريا والعراق فيما وفرت امريكا الاسلحة.

واستغرب كتاب ومحللون من عدم تقديم المسؤولين على هذا المشروع للمحاكمة بعد ما صرح به حمد علنا جهارا نهارا وبالتفصيل لفضائيات عربية وأجنبية حول دور بلاده فى جماعات الإرهاب المسلحة بالتزامن مع الإعلان عن إنهاء وجود هذه العصابات التى احتلت ثلث العراق وأكثر من نصف مساحة سوريا فى زمن قياسى.

جهات مختصة كشفت ان فشل الاستكبار سوف يدفعه الى فتح ساحة جديدة للحرب ضد دول العالم الاسلامي ومحور المقاومة، وهذه المرة سوف تكون لبنان ومصر، لكن ذات الخبراء يؤكدون ان لبنان قد قتل الفتنة قبل ان تخرج رأسها من خلال حل ازمة استقالة سعد الحريري التي خرجت بها السعودية خاسرة.

وفي مصر يبدو المشهد معقدا وصالحا لزرع بذور تلك الجماعات الامريكية الصهيونية باموال خليجية لا سيما وان القاهرة قد ابدت مواقف ايجابية تجاه محور المقاومة خاصة مع رفضها الحرب على حزب الله، وكذلك عدم تصويت القاهرة للقرار السعودي في مجلس الامن الذي يدين الحكومة السورية، فضلا عن العلاقات الطيبة بين القاهرة ودمشق طوال سنوات الحرب.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.