لماذا الكيماوي اليوم؟

20


عبد الرحيم أحمد

ورقة الكيماوي التي تخرجها الولايات المتحدة وتطرحها على النقاش الدولي كلما تكبدت أدواتها الإرهابية في الداخل السوري خسارة مدويّة، لعبةٌ قديمة مازالت قادرة على جمع لاعبين دوليين حول طاولة واحدة في بازار المزايدات وتوزيع الحصص في الأزمة السورية.

أمس تنادى ممثلو 20 دولة تقريباً إلى العاصمة الفرنسية باريس مدفوعين بالشفقة على أبناء سورية وحمايةً لهم من الكيماوي.. قائد الأوركسترا وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون صدح بأن من استعمل الكيماوي هو الجيش العربي السوري، فأنفه لا يخطئ الكيماوي ولو على بعد مئات الأميال.. ألم يسبقه سلفه في الخارجية الأمريكية كولن باول بأنفه العريض لاكتشاف الكيماوي العراقي؟!! لماذا يتعدّى البشر على صنعة الكلاب المدربة..؟!!‏

الأنف الأمريكي المزكوم بالكيماوي السوري لم يكتشف يوماً أن الإرهابيين استخدموا الكيماوي ولم يشتمّ يوماً أثراً للكيماوي في مخازن الإرهابيين الذين يشاطرونهم المكان، ولجان التحقيق الدولية التي يرسلونها إلى سورية يبدو أنها من الطراز الأمريكي الرفيع!!.‏

الحرب على سورية وصلت إلى نهاية النفق، والجيش العربي السوري يقف على عتبة النصر النهائي، ولا حاجة هنا للاستدلال بالمساحات الواسعة التي طهرها من الإرهاب، ولا داعي للاستناد إلى المؤشرات الدولية التي تسير في هذا الاتجاه..‏

الروسي يجمع السوريين بمختلف انتماءاتهم السياسية والدينية والعرقية في مؤتمر للحوار الوطني في سوتشي بعد أيام ولم تفلح محاولات العرقلة والتعطيل الأمريكية، فماذا يمكن للأمريكي أن يفعل؟‏

لابد هنا من قضية للتداول الدولي لتغطية الفشل الأمريكي ومحاولة التشويش على مايمكن أن يخرج به الحوار السوري في سوتشي، وعرقلة سير الانتصارات المتتالية للجيش العربي السوري.. فكان إعلان واشنطن عن تشكيل ميليشيا شمال شرق نهر الفرات وتدريبها وتسليحها، والتواطؤ في العدوان التركي على مدينة عفرين شمال غرب حلب، وإشهار مشكلة السلاح الكيماوي في وجه سورية وروسيا المتهمة بالدفاع عن دمشق وحمايتها في مجلس الأمن الدولي.‏

سوف تمر زوبعة الكيماوي كما سابقاتها وستعلم الميليشيا التي أطلقت عليها واشنطن اسم «جيش» أنها سمكة في صحراء، وأن الغصن الذي تخلى عن قشره يموت يابساً لنار قادمة، وأن من تنازل عن علم بلاده سواء في عفرين أم غيرها إنما تخلى عن بيته وأرضه.. وقريباً يدرك ذلك المرتكبون في الداخل والخارج.‏

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.