«أبو الظهور» الرسالة القاطعة

39


ميسون يوسف

على مساحة 16 كلم مربع يمتد مطار أبو الظهور العسكري ثاني أكبر قاعدة جوية سورية في الشمال، وفي منطقة تتوسط الأرياف الثلاثة لحلب وحماة وإدلب ليشكل موقعاً استراتيجياً مهماً.

في تلك المنطقة خاض الجيش العربي السوري وحلفاؤه بشراسة واقتدار معارك احترفوا إدارتها والتخطيط لها في مواجهة الإرهاب المتحشد في المنطقة بدعم واحتضان مباشر من تركيا وأميركا، معارك أدت إلى اندحار الإرهابيين وفرار من بقي منهم.

ظنت تركيا أن حيلها وألاعيبها ومكرها ستمنع الجيش العربي السوري من استعادة السيطرة على الشمال الغربي السوري، وعزز ظنها تحشد الإرهابيين في المنطقة وارتفاع أعدادهم إلى ما يربو على 40 ألف إرهابي توزعوا في إدلب وريفها وريف حلب الجنوبي والغربي وريف حماة الشمالي الغربي، لكن الجيش العربي السوري الذي لم تثق قيادته يوماً بتركيا منذ انقلابها على التفاهم الإستراتيجي مع سورية وانخراطها في العدوان عليها منذ سبع سنوات، تجهّز للمعركة وانطلقت القوى على أربعة محاور، هجوم منسق ومدبر وفقا لخطة ميدانية أتقن ذوو الشأن وضعها، خطة أدت إلى اختصار الوقت وتحقيق الإنجاز العسكري المهم والإستراتيجي الرفيع المستوى، إنجاز تمثل باستعادة المطار وتشتت الإرهابيين وانهيارهم معنوياً مع انهيارهم ميدانياً.

استعادة مطار أبو الظهور بمنزلة رسالة سورية قاطعة لأولئك الذين يمارسون العدوان على الأرض السورية من الأتراك والأميركيين في الشمال الغربي من سورية في عفرين أو في الشمال الشرقي منها، رسالة ميدانية تثبت مضامين الرسائل والمواقف السياسية، رسالة مضمونها أن سورية لن تترك إرهابياً أو جندياً أجنبياً على أراضيها وأنها لن تُخدع بموقف كاذب ولن تُأخذ بذريعة واهية، هي رسالة مطار أبو الظهور التي سترسم ملامح مرحلة جديدة، مرحلة التحرير.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.