واشنطن ومحاولاتها اليائسة

23

وضاح عيسى

رغم إخفاقاتها المتكررة, لم تعدم الولايات المتحدة وسيلة عدوانية إلا استخدمتها, ولم يكد يمر يوم إلا وصعّدت فيه من حربها الإرهابية على سورية وزادت من إجرامها بحق الشعب العربي السوري الذي أجهض بصموده وتضحيات ونضال جيشه الباسل ودعم حلفائه كل مشروعاتها العدوانية وعرّى مؤامراتها وممارسات «تحالفها» الإجرامية.

واشنطن التي أذهلها الصمود الأسطوري للشعب السوري وقدرته على تقويض مخططاتها وأساليبها وتحركاتها المشبوهة, لن تفيدها معاودة محاولاتها اليائسة لخلط الأوراق واللعب على الحبال كي تعيد الأوضاع إلى المربع الأول بعد أن ضللت الرأي العام العالمي بشأن تجنيدها المرتزقة الإرهابيين من شتى أصقاع العالم ودربتهم وأرسلتهم إلى سورية بالتعاون مع أدواتها في المنطقة وسلحتهم وضخت في عروقهم أبشع أنواع الإجرام وصنفتهم ضمن مجموعات أطلقت عليها تسميات مختلفة لغايات سياسية, وأدخلت «تحالفها» غير المشروع لتؤمّن لهذه المجموعات ملاذات آمنة وتحمي ممارساتها الإرهابية, والعمل على تغطيتها سياسياً وإعلامياً مادامت تنفذ أجنداتها لخدمة أهدافها العدوانية.

ومع تمكن الشعب السوري من إسقاط كل رهانات الولايات المتحدة, أماطت الإدارة الأمريكية اللثام عن وجهها الحقيقي الذي عمدت إلى إخفائه في محاولة منها لـ«تبييض» صورتها, فعبّرت عن بلطجتها المعهودة من خلال ما أظهرته في الآونة الأخيرة من تأجيج للأوضاع عبر تشكيل ميليشيا مسلحة من بقايا «داعش» وإرهابييها المهزومين بهدف تعطيل الحل السياسي في سورية وتفخيخ مؤتمر الحوار الوطني المزمع عقده في سوتشي ونشر الفوضى الهدامة في اعتداء صارخ على سيادة الدولة ووحدة أراضيها وسلامتها, ضاربة عرض الحائط بالقانون الدولي والقرارات والمواثيق والعهود الدولية!.

فإذا كانت عودة الأمن والاستقرار تدريجياً إلى ربوع البلاد تزعج الإدارة الأمريكية, فإن الشعب السوري أكثر عزيمة وإصراراً على خوض غمار المعارك لإسقاط كل المؤامرات الخارجية التي تقودها الولايات المتحدة وربيبتها «إسرائيل» والتي تستهدفه وجودياً, وسيبقى يناضل من أجل القضاء على الإرهاب وكسر شوكة داعميه ومشروعاتهم العدوانية, ويمضي قدماً نحو تحقيق الحل السياسي وإنهاء الأزمة المفتعلة وبسط سلطة الدولة على كامل الجغرافيا السورية والحفاظ على سيادتها ووحدتها أرضاً وشعباً, ليبدأ مسيرة النهوض والبناء ليعيد الألق من جديد للإنسان والبنيان.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.