إشعال الحرائق إستراتيجية أميركية.. لن نكتفي بإطفائها!

20

علي نصر الله

للاندفاع الأميركي نحو الإعلان الوقح عن تشكيل ميليشيا إرهابية جديدة في سورية قوامها الأساسي فلول الإرهابيين المُتعددة أسماء فصائلهم وتنظيماتهم

لتكون ذراعها الجديد إلى جانب إرهابيي جبهة النصرة بعد دحر الدواعش، العديد من الأسباب ليس آخرها بالتأكيد محاولة تعويض شيء من الفشل الذي مُنيت به واشنطن وأدواتها في معسكر العدوان الذي تقوده.‏

إذا كان لدى واشنطن ما يكفي من الأسباب التي تدفعها لعدم التسليم بإخفاق مشروع العدوان ضد سورية، وإلى التعبير بالإجراءات على الأرض، وليس فقط بالمواقف السياسية المُعطلة، عن إصرارها على البقاء في المكان ذاته والمُراوحة فيه لإنتاج مزيد من الإرهاب بالاعتماد على سياسات التخريب، فعليها أن تتلمس أولاً قدرتها على تحمل تبعات هذا النهج المُتهور.‏

لا شكّ أن لدى واشنطن قدرات مُتعاظمة تسمح لها الترتيب لمزيد من مخططات العبث وتفجير الأزمات والحروب حول العالم، لكن هل هي في وارد التفكير بالنتائج لتكتشف ربما أن المُنعكسات المباشرة لما تقوم به من فعل عدواني تُقاومه القوى والشعوب والحكومات المُستهدفة تفوق بعدة أمثال قدرتها على استيعابه أو امتصاصه؟ لا لأنّ المُستهدف يُراكم على تكسر مشاريعها انتصارات مُؤثرة، بل لأن انكشافها على هذا النحو اللاأخلاقي سيُسهم بذوبان نفوذها وتراجع حضورها على كل المستويات!.‏

استراتيجية إشعال الحرائق والنيران عبر تفجير الحروب والأزمات اعتماداً على الفتنة كأساس لمشاريع التقسيم والتفتيت والفدرلة في المنطقة، واضحٌ أنها الاستراتيجية المُعتمدة لدى البيت الأبيض، ببساطة لأنه مهما اختلفت مشارب الإدارة الأميركية وسياساتها فإنها تلتقي دوماً على إسرائيل وضرورة تبنيها والالتزام بحمايتها ودعمها.‏

بالأمس القريب نجحت إيران بإطفاء نار الفتنة التي سعت أميركا لإشعالها بغرض استهدافها، وبات واضحاً أنّ محاولتها إعادة تشكيل ميليشيا إرهابية جديدة في سورية لا تأتي إلا في سياق استراتيجيتها لمواصلة العدوان عبر إشعال النيران مُجدداً، لإحباط نجاحات سورية وحلفائها من جهة، ولتعطيل أي مسعى للحل السياسي من جهة أخرى، وقد أعلنت قبل أيام تصويبها على سوتشي بعد إفلاسها من جنيف.‏

من الثابت أن الولايات المتحدة لن تدع سورية تُعلن انتصارها على الإرهاب والمشروع الصهيو أميركي، ومن المُعلن في سياستها أنها ستقوم بكل ما يلزم من ممارسات قذرة لتمكين أذرعها الإرهابية وإسرائيل تحقيقاً لأهدافها، فهل اطّلعت على ثوابت سورية الوطنية؟ وهل تجهّزت لمواجهة ما تدّخره سورية من أسباب قوة تمتلكها وتؤهلها مع حلفائها لإعلان الانتصار، ولتغيير قواعد اللعبة والاشتباك في المنطقة والعالم؟.‏

 

 

 

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.