فصل جديد من العدوان

32

شوكت أبو فخر

فصل جديد من فصول الحرب والإرهاب ضد سورية رداً على الإنجازات الميدانية التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه بريفي إدلب وحلب، حيث أعلن ما يسمى «التحالف الدولي» المشبوه في نشأته وغاياته أنه يعمل بالتعاون مع الجماعات المسلحة المنضوية تحت لوائه في سورية لتشكيل ما سماها «قوة أمنية جديدة» لنشرها على الحدود السورية مع تركيا والعراق وشرق الفرات وتضم 30 ألف مقاتل.

أميركا ومن خلال هذا الإجراء الذي يعد تصعيداً وعدواناً جديداً على سورية وسيادتها تريد إطالة أمد الحرب كلما لاحت بارقة أمل بقرب الانتهاء من التنظيمات الإرهابية، وكلما تقدم الجيش وطهر مناطق جديدة في سورية من دنس الإرهاب.

هذه الميليشيا المسلحة التي تعتزم واشنطن نشرها والمضي في رعايتها وتمويلها لن تكون إلا «داعش» جديداً متحالفاً مع أميركا بصورة مباشرة أو غير مباشرة بحيث تنفذ هذه الميليشيا ما عجزت واشنطن عن تنفيذه عبر «داعش» المهزوم وبقية الجماعات الإرهابية التكفيرية، بمعنى أن واشنطن تسعى لإعادة تدوير الإرهابيين تحت مسميات أخرى للمضي في استنزاف الدولة السورية وخاصة بعد ما حققه الجيش العربي السوري وحلفاؤه من إنجازات ميدانية ويتأهب لمواصلة ذلك في إدلب بالتوازي مع مسار سياسي بدأ يتبلور ويحضّر له جيداً ليكون جاهزاً في مؤتمر الحوار السوري المقرر في مدينة سوتشي الروسية.

مخاطر هذا التصعيد وتداعياته هي اليوم برسم المجتمع الدولي والدول الضامنة لمسار أستانا ومذكرة مناطق خفض التوتر فواشنطن ومن خلال هذا الاستفزاز الجديد تعمل على إيجاد مناطق توتر جديدة وفرض وقائع جديدة على الأرض السورية بحيث تبقى كألغام موقوتة في الجسد السوري المثخن بالجراح بسبب الإرهاب المدعوم أمريكياً وإقليمياً وخليجياً وعليه فكل من ينضوون في إطار هذه الميليشيا ما هم إلا عناصر إرهابية سوف تستمر في تحقيق الأهداف التي سقطت إلى غير رجعة مع «داعش» الذي هو صنيعة أمريكية- أردوغانية- خليجية.

في الحقيقة وعلى ضوء ما أنجزه الجيش العربي السوري ولا يزال، فإن دول العدوان لا تريد لهذه الإنجازات أن تكتمل وتتحرر الأرض السورية من الإرهاب لذلك تسعى إلى إعادة تدوير إرهابييها واستثمارهم من جديد عبر مخططات مكشوفة الأهداف أي إطالة أمد الحرب والمضي في استنزاف الدولة السورية وجيشها وإغراق المنطقة بالمزيد من شلالات الدم، وتكريس الفوضى من أجل تفتيت دول المنطقة على أساس طائفي ومذهبي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.