أوهام واشنطن تتكسر مجدداً على عتبات المقاومة
صحيفة الثورة السورية
على المسعى ذاته تواصل قوى الاستكبار في محاولات إدخال الشرق الأوسط في اتون «الفوضى الخلاقة»، لإنتاج حالة متجددة من الأوهام المتكسرة بحقيقتها على عتبات محور المقاومة الذي صمد في وجه عاصفة الارهاب الوهابي الاخواني الاسرائيلي المشتركة.
نحو إيران كانت وجهة المخربين هذه المرة، وعلى الأسس التخريبية ذاتها بدأت أوهامهم في إدخال البلاد في دوامة العنف والفوضى على غرار حلقات ما يسمى الربيع العربي المشؤوم لفرض واقع جديد عليها ينحدر من تلك الغايات الدنيئة ذاتها التي صنعوها في سورية والحقوا فلسطين المحتلة بها الى جانب لبنان والعراق واليمن وغيرها.
فمن راهنوا على إسقاط سورية هم ذاتهم من ينظرون بعين الغيظ الى كافة الأطراف في محور المقاومة ويوجهون سكاكينهم نحو حلقاته المترابطة، فيعيشون على أمل تحقيق ما فشل في سورية.
وانطلاقا من أميركا ومعها الكيان الإسرائيلي وأتباعهما في مشيخات النفط الخليجي جميعهم ساروا في كواليس احداث الشغب التي شهدها الشارع الإيراني مؤخراً، حيث تكشفت حقائقها منذ اللحظات الأولى لتلك الأحداث وفق جميع المعطيات والنتائج الحاصلة.
ومن تغريدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتبجحة لم يعد الأمر يحتاج إلى البحث في الدلائل، والتمحص حول اهدافها، فقد كشفت تلك التصريحات النية الأميركية ومعها «الإسرائيلية» في رغبة كل منهما لإدراك الغاية المرجوة في إدخال إيران في أتون الفوضى.
ترامب في تغريدته الجديدة ضرب على صدره في دعم من اسماهم المحتجين في إيران ضد حكومة البلاد متوعداً لهم بأنهم سيحصلون على دعم «عظيم» من قبل الولايات المتحدة.
تصريحات أميركا هذه وأفعالها التدخلية أثارت السخرية الروسية حيث كان الرد على لسان الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي سخرت من دعوة أميركا لعقد اجتماع خاص لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان حول أحداث إيران، وذكرّت بعمليات قمع الاحتجاجات داخل أميركا نفسها.
وكانت الممثلة الدائمة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، قد أعلنت للصحفيين، أمس الاول، بان الولايات المتحدة تدعو لعقد جلسات طارئة لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة حول الوضع في إيران خلال الأيام القليلة القادمة.
نحو الداخل تعاظمت الردود الايرانية في وجه الغطرسة الاميركية والاسرائيلية معلنة انتهاء الفتنة المزروعة بأياد خارجية، فاضحين نواياهم التدخلية الخبيثة.
قائد حرس الثورة في إيران اللواء محمد علي جعفري بين ذلك بقوله إن أميركا والصهاينة وآل سعود قد أصدروا الأوامر لداعش الإرهابي للتسلل إلى إيران، وقد تسللت بعض طلائع خلاياهم لتنفيذ عمليات تفجير وتخريب في إيران القوية عسكرياً والتي لم تحنها كل تلك الضغوطات فسارعت تلك الدول التخريبية إلى اللهاث نحو الالتفاف عليها.
بدورها أكدت رابطة علماء الدين المناضلين بان الأعداء الألداء للشعب الايراني وعلى رأسهم اميركا استغلوا التجمعات والاحتجاجات الشعبية لدعم مثيري الشغب وأعمال العنف.
وجاء في بيان لهم بأن من حق الشعب طرح مطالبه عبر الطرق القانونية والاحتجاجات المدنية ومن واجب المسؤولين خاصة السلطات الثلاث الاستماع إلى أصوات الشعب والعمل لحل مشاكلهم وتلبية مطالبهم الحقة، إلا أن لأحداث المرة الأخيرة في بعض مناطق البلاد أظهرت بان العناصر الانتهازية والمثيرة للشغب تستغل مثل هذه التجمعات والاحتجاجات الشعبية الهادئة لمتابعة أهداف الأعداء الخبيثة عبر إثارة الشغب وزعزعة الأمن وتدمير الممتلكات العامة والإساءة إلى المقدسات الدينية والوطنية وحتى قتل الأفراد الأبرياء.
في حين بين مجمع تشخيص مصلحة النظام في الجمهورية الايرانية محسن رضائي بان قادة أميركا سيضطرون تاليا للاعتذار من الشعب الإيراني العظيم إزاء تدخلاتهم في شؤون إيران.
كما جاءت التأكيدات الرافضة للتدخلات الاجنبية في شؤون البلاد الداخلية من قبل الشعب الإيراني ذاته الذي انتفض لنصرة الحق وإبعاد المخربين إلى غير رجعة، حيث شهدت المدن الإيرانية مسيرات ضخمة أوصلت رسائلها إلى مثيري الشغب، رافعين شعارات ضد الولايات المتحدة الاميركية، والكيان الإسرائيلي، وضد مثيري الفتن والشغب في البلاد.
الرئيس الإيراني حسن روحاني أكد في سياق ذلك الرد بأن الحضور الجماهيري الواسع في مواجهة مثيري الشغب عزز الأمن والاستقرار في البلاد، معرباً في تصريح له عن ثقته في إرساء الأمن والاستقرار في البلاد بشكل كامل.