إشعال الحرائق لن يعوض أميركا.. ولا حياة لنسختها الداعشية المطورة

24

علي نصر الله 

أنهت الولايات المتحدة العام 2017 وهي في حالة الانشغال التام بإشعال حرائق جديدة في منطقتنا خصوصاً والعالم عموماً، وافتتحت العام الجديد بمُحاولة استكمال الشرور المُنشغلة بها على مدار الساعة، فمن فلسطين المحتلة وقضية القدس،

إلى ادعاءاتها الساقطة التي تتذرع بها للإبقاء على قواتها في سورية، وصولاً إلى تورطها المباشر بالتدخل في الشؤون الإيرانية، لم تتأخر واشنطن عن العبث المُتواصل بأمن واستقرار العالم.‏

الحرائق التي تتفرغ لها إدارة دونالد ترامب قد تزداد اشتعالاً لفترة زمنية مُحددة، وربما تهز الاستقرار وتُخلّف أضراراً مادية كبيرة هنا وهناك، لكنها ستترك أعظم الضرر بالعلاقات الدولية، وسترتد على الولايات المتحدة والغرب التابع لها فضلاً عن مجموعة الأدوات التي تستخدمها واشنطن استخداماً مُذلاً في كل حركة قذرة تُقدم عليها.‏

قرار ترامب الأرعن الخاص بالقدس المحتلة ناهيك عن أنه لن يمر مهما امتلك الكيان الصهيوني الغاصب من أدوات القتل والقمع والتزوير، فإنه سيكون الرافعة لحركة مُقاومة مُختلفة ومُستدامة مفتوحة على أُفق تحرير القدس وليس فقط على طي القرار الأرعن والتراجع عنه، وإنّ حركة الشعب الفلسطيني المُباركة الرافضة لإجراء أيّ تغييرات تنال من مكانة المدينة المُقدسة تعد بالكثير الذي ستُحدّث به.‏

وإذا كانت الولايات المتحدة قد نجحت بترجمة ما توعّد به عميلها ابن سلمان لجهة نقل المعركة إلى الداخل الإيراني، بإثارة الفتنة وإدارة أحداث الشغب والتخريب في المدن الإيرانية مُستخدمة مجموعات خلق الإرهابية ونسخ جديدة من الدواعش، فعليها أن تنتظر نتائج جولة العبث والتدخل والعدوان التي بدأتها، وقد فضحت تغريدات ترامب وتصريحات نتنياهو القصة مُبكراً!؟.‏

أما وأنّ البيت الأبيض تحدّث بمزيد من الوقاحة عن أن قواته باقية في سورية لهدف منع عودة تنظيم داعش الإرهابي، ولمنع ظهور نسخة جديدة منه، فعليه أن يتحمل مسؤولية وجوده كمُحتل يعرف العالم أنه إذا كان من سبب يُبقيه فذلك ليشتغل على إنتاج نسخة مُطورة عن الدواعش، لن يعوض هزيمة مشروعه، ولن يكون مصيرها مُختلفاً عن مصيرهم، ولا عن مصير تنظيم جبهة النصرة الإرهابي الذي تسعى واشنطن لحمايته!.‏

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.