الشعب الإيراني المسلم سيسقط المؤامرة

34

كتب / اياد السماوي…

منذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها التظاهرات في إيران , كنت حريصا للوقوف على حقيقة وطبيعة هذه التظاهرات والمطالب المشروعة التي ينادي بها المتظاهرون والتي تتعلّق بتحسين المستوى المعاشي والخدمي ومعالجة أسباب الفقر وتّفشي البطالة بين شرائح المجتمع خصوصا بالنسبة للشباب المتخرجين من الجامعات والذين لا يجدون لهم عملا , فليس هنالك من لا يتعاطف مع هذه المطالب المشروعة , فهذه المطالب تكسب شرعيتها من حق الإنسان بالعمل والعيش بكرامة , لكن أن تتحوّل هذه التظاهرات إلى فوضى وتخريب للممتلكات العامة والخاصة وشعارات تطالب بإسقاط النظام القائم , فهذه قضية أخرى ينبغي الوقوف عندها مليا ومعرفة الجهات التي تقف ورائها وتحرّض الشعب الإيراني من خلال الانترنت ووسائل الإعلام على إسقاط نظامه السياسي القائم , وقبل الحكم على طبيعية وأهداف هذه التظاهرات لا بدّ لنا أن نتسائل هل أن النظام السياسي القائم في إيران هو نظام ديكتاتوري ؟ وهل إيران بلد تنعدم فيه الحريات والمواطنون فيه لا يستطيعون التعبير عن معتقداتهم وآرائهم أو ممنوعين من انتقاد النظام ورموزه ؟ وهل المرأة الإيرانية غير متحررة في إيران لتطالب سيدة البيت الأبيض إيفانكا بتحريرها ؟ ما علاقة ترامب ونتنياهو وبن سلمان وبن زايد بحرية الشعب الإيراني ؟ فهل نال المواطن السعودي والخليجي حريته وحقه في اختيار وانتخاب الحاكم الذي يحكمه حتى ينبري بن سلمان وبن زايد وبن عيسى آل خليفة لتحريض الشعب الإيراني على إسقاط نظامه ؟ وهل في السعودية والأمارات والبحرين ديمقراطية وتداول للسلطة مثل إيران وأحزاب سياسية ونقابات للعمال وجمعيات للمرأة ؟ .

كيف لنا أن لا نربط بيه هذه الأحداث وتصريحات الرئيس الأمريكي ترامب بإسقاط النظام في إيران ؟ وهل لتصريحات محمد بن سلمان بنقل المعركة إلى داخل إيران علاقة بهذه الأحداث ؟ اعتقد أنّ الإجابة على هذه الأسئلة من شأنها إماطة اللثام عن حقيقة ما يجري في إيران من فوضى وتخريب لممتلكات الشعب العامة والخاصة وزعزعة الأمن والاستقرار , وبكل ثقة أقول للأحبة أنّ ما يجري في إيران كان في البداية تظاهرات مشروعة تطالب بالإصلاح الاقتصادي وتحسين المستوى المعاشي والخدمي والقضاء على الفقر والبطالة , لكنّ هذه التظاهرات سرعان ما انحرفت عن مسارها وأهدافها المشروعة , حيث تدّخلت أجهزة مخابرات دولية وإقليمية على خط هذه التظاهرات واستطاعت أن تنشر بعض العناصر المعادية للنظام السياسي القائم والمرتبطة بأجهزة المخابرات الدولية والإقليمية من الاندساس داخل هذه التظاهرات والقيام بأعمال الغرض منها نشر الفوضى وتخريب الممتلكات العامة والخاصة وزعزعة الأمن والاستقرار تمهيدا لدفع المجتمع الدولي لاتخاذ قرارات تحت غطاء حماية الشعب الإيراني من القمع , ولإيجاد مبرر للتدخل الخارجي على غرار ما حصل في العراق وسوريا ولبنان واليمن , ولكن ليعلم الجميع أنّ إيران الثورة وإيران الإسلام لم ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه المؤامرة القذرة التي تستهدف إيران حكومة وشعبا , والشعب الإيراني المسلم سيدافع بقوة من أجل حماية نظامه وسيسقط المؤامرة , وستبقى إيران الثورة وشعبها المسلم شوكة بوجه المخطط الأمريكي الصهيوني الوهابي , وستبقى مبادئ الخميني العظيم مشعلا وأنشودة لكل الأحرار والثوار في العالم .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.