1000 يوم عدوان من حلف الأَعْرَاب على الشعب اليمني

28

أ.د. عبدالعزيز صالح بن حبتور

عَبَر الشعب اليمني بجميع أطيافه وطوائفه وطبقاته ومذاهبه يوم الثلاثاء الموافق 19/12/2017م ألف يوم من معاناته الإنسانية المؤلمة. عبرها من خلال شلالات من دماء الشهداء والجرحى، وأمضاها على جسرٍ من آهات الأمهات اللاتي حَزِنَّ لاستشهاد فلذات أكبادهنَّ وَهُم أغلى ما يملكن في هذه الحياة الفانية، البنون، ومن لم يمت منهم بصواريخ آل سعود وآل نهيان، مات جوعاً أو عطشاً بسبب الحصار، أو بسبب المرض لنقصٍ في الدواء والرعاية.

الأرقام التي بين أيدينا (وقد نُشرت في العديد من وسائل الإعلام اليمنية والإقليمية والعالمية) مُخيفةٌ جداً بشأن أعداد الشهداء والجرحى، والأرقام الأخرى من الضحايا الذين نحسبهم شهداء يموتون جرَّاء الأمراض المزمنة الذين تتجاوز أعدادهم الـ 260000 إنسان من مختلف الأعمار، وفق الأرقام المقدمة من الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة وحقوق الانسان؛ إضافةً إلى أن دول العدوان السعودي الإماراتي دمرت ما يقارب:

415 منشأة بين تدمير كلّي وصلت نسبتها 55% من المنشآت الصحية (من مستشفيات، مراكز صحية، ومستوصفات، مجمعات صحية)،

والـ 45 % المتبقية من المنشآت أصبحت شبه مشلولة بسبب نقص الوقود ونقص الأدوية وعدم استلام الأطباء رواتبهم لأكثر من عام، وبسبب تدمير الطرقات والجسور بين المدن والقرى مما تسبب في إعاقة مباشرة لحركة الأطباء والمصابين.

هكذا هي حالة الوضع الصحي في اليمن الذي نتج عنه الاجتياح السريع لجائحة الكوليرا التي تضرَّر منها قرابة 1,000,000 مواطن (مليون مواطن) من مختلف الأعمار، وتوفي من المصابين بهذا الداء أكثر من 2230 مواطن، معظمهم من الأطفال، ونكرر بسبب الوضع الخطير الذي وصلت إليه خدماتنا الصحية، هاجت علينا أمراض عديدة أخرى منها ظهور وباء الدفتيريا الذي أصيبت حتى الآن 15 محافظة أي أكثر من نصف الجمهورية والتي سجلت منها وزارة الصحة ومنظمات الصحة العالمية وأطباء بلا حدود واليونيسيف رسمياً ما يصل إلى 300 حالة، مات منها 34 حالة بسبب عدم وجود اللقاح المخصص لهذا الداء، علماً بأن آخر ظهور لهذا الوباء كان قبل 35 عاما.

الطفولة البريئة أحد أهم محتويات بنك المعلومات العسكرية لدول العدوان:

نعرف مسبقاً بأن الحروب في العالم أجمع لا تفرق بين أحد من ضحاياها، لكن الرأي العام العالمي ودوله المُتحضرة (العالم الحر) قد واصلت غض الطرف لـ 1000 يوم (ألفٍ من الأيام العجاف)، عن رؤية جرائم الحرب التي ارتُكبت، وظلوا يرددون باستحياء كلماتٍ خجولةً بائسة فقيرة عن معاناة أطفال اليمن والشعب اليمني بأسره.

 ولذلك تمادت دول العدوان في ارتكاب سيل الجرائم الكبيرة بحق اليمن وشعبه الكريم، تلك الجرائم التي كشفتها التقارير الموثقة من وزارة الصحة والسكان والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، وتلك الأرقام المرعبة بشأن ما تعرض له أطفال اليمن تحديداً قد أزاحت الستار عن زيف قناع الحضارة والإنسانية وحقوق الانسان التي تم ترديدها والترويج لها منذ الحرب العالمية الثانية وظهرت في أدبيات مجتمعات دول الغرب الرأسمالي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.