“حماس” تعود الى محور المقاومة رغم ضغوط السعودية

41

بقلم/ ياسر الحريري

فرضت التطورات السياسية والميدانية السورية تداعيات على مختلف الصعد، وتحديدا امام القوى الاسلامية في الساحات العربية والاسلامية ومنها الساحتان الفلسطينية واللبنانية.

وبات من الواضح ان «حركة حماس» التي توجهت بقراءة جديدة نحو الازمة السورية، وكذلك استعادة قوة العلاقة مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، فتحت ابواب النقاش الداخلي في دوائرها، حيث عقدت اللقاءات السياسية بين حماس وحزب الله في لبنان، وكذلك لقاءات حماس بقيادات ايرانية في طهران تبعها مواقف حول استعادة وهج العلاقة الى سابق عهدها.

والاهم وفق مصادر شاركت في الاجتماعات الحديث الحمساوي الجديد عن العلاقة مع قيادة سوريا، واشارت المصادر الى ان هناك اجواء من التحضيرات لترتيب العلاقة بين حماس وسوريا. تولى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله مفاتحة الرئيس السوري بشار الاسد بها، ولم يمانع الاسد في المبدأ. كما ان حماس بدورها اظهرت ايجابيات في هذا السياق، ولذلك تقول المصادر، جرى تشكيل لجنة داخل حماس لاعادة القراءة في الموضوع السوري.

المصادر المعنية تكشف ان السعودية متضايقة من علاقة حماس بطهران، طالبت عبر قنوات بقطعها، لكن حماس رفضت الرغبة السعودية بقطع العلاقة، مما ادى الى ممارسة ضغوط على حماس بشان المصالحة مع فتح، التي وفق المصادر، تخضع لضغوط اميركية لوقف الحوار.

وفي سياق الانفتاح على حزب الله، يبدو ان سبحة الحوار مع الحزب حول كل الملفات كرت، اذ شهدت الايام الماضية لقاء قياديا بين الجماعة الاسلامية وحزب الله بمشاركة حركة حماس في بيروت، الاجتماع القيادي تناول البحث في الازمة السورية ومشاركة حزب الله في القتال، فجرى مجددا عرض اسباب مشاركة حزب الله في المعارك لحماية محور المقاومة. بعد ان تحولت الامور من مطالب شعبية الى جماعات تكفيرية للقتل. هذه الجماعات قتلت من المسلمين السنة اكثر مما قتلت من غيرهم، وذلك على امتداد العالمين العربي والاسلامي.

فكان النقاش الواضح من الجماعة الاسلامية التي ابدت رأيها بهذا الموضوع.

حركة حماس طلبت في هذا الاجتماع تجاوز الموضوع السوري، وقالت ان متغيرات كبيرة حصلت وتحولات في الازمة وبات الاستهداف لسوريا والمقاومة، وانقلاب المطالبات من ديمقراطية وحريات الى عدوان على محور المقاومة بكليته.

وتشير المصادر الى ان الحوار وصل الى نتيجة ان سوريا تتجه نحو التسوية السياسية، وان الجميع دون استثناء، يجب ان يشجع الحل السياسي في سوريا، ويدعم ويقف الى جانب الحوار السوري-السوري لتستعيد سوريا دورها في دعم المقاومة ضد العدو الصهيوني، وتجاوز ما مضى، مع اعتراف كل المجتمعين ان سوريا وقفت معنويا وماديا الى جانب المقاومة في لبنان وفلسطين في مختلف المنتديات السياسية، الاقليمية، والدولية.

وتكشف المصادر ان الجماعة الاسلامية وحزب الله توافقا على ضرورة تحصين الساحة الاسلامية من الفتنة، والعمل المشترك على دعم الوحدة الوطنية، وان تكون الحوارات هي السبيل في الساحات لحل القضايا بدلا من حال الاحتراب، لان هذه الساحات تتعرض لمؤامرات دولية واسرائيلية واضحة. والهدف تصفية القضية الفلسطينية،. في حين يجب ان تبقى فلسطين قضية العرب مسلمين ومسيحيين.

المصادر المشاركة في الاجتماع اكدت ان التوافق جرى على عقد لقاءات قيادية اخرى ومواصلة البحث في مختلف الشؤون والشجون اللبنانية والعربية، وان ما يمكن التوافق حوله بين حزب الله والجماعة الاسلامية اكثر بكثير مما هو محل خلاف في وجهات النظر، خصوصا ان الجماعة الاسلامية في لبنان يمكن ان تلعب دورا اسلاميا ووطنيا هاما.

لكن في المقابل، القراءة الواضحة لمتابعي هذه الملفات ترى ان الازمة التي يعيشها الاسلام السياسي «السني الاخواني»، او ذات الابعاد «الاخوانية»، من تركيا اردوغان الى «حماس» الى «اخوان» الاردن الى «الجماعة الاسلامية»، كلها تصب ضمن الاستدارة التركية. (اردوغان الاخوان المسلمين بعد محاولة الانقلاب الفاشلة المغطاة اميركيا والمدعومة سعوديا).

تضيف المصادر، كما يحب التوقف عند الموقف السعودي – الاميركي الذي يعتبر «الاخوان المسلمين» منظمة ارهابية، وبالتالي منطق الامور يحتم على كل من ينتمي الى هذا التيار الاسلامي ان يعمد الى اعادة القراءة السياسية لكل مواقفه من ساحات التطورات العربية وفي الطليعة، التآمر الذي ظهر جليا على سوريا.

وتقول المصادر ان بوابة اعادة القراءة هي الحوار الجدي مع الحليف الاسلامي الآخر اي حزب الله.

بناء على ما تقدم، سوف يتم عقد اللقاءات في الساحة الاسلامية، ومن المتوقع كما يقول المعنيون ان تصل الى نتائج هامة سوف تتوج بلقاءات قيادية عليا تبصر النور قريبا.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.