السعودية بين الوهم والحماقة

40

من الواضح جدا أن الإندفاع والجموح الأحمق لمحمد بن سلمان لإثبات أهليته في مشايخ الخليج وتبني تنفيذ الأجندة الصهيوامريكية في ضرب المقاومة الإسلامية وتبني خط العداء للجمهورية الإسلامية . من الواضح ايضا ان ثمة تواصلاً سرياً وعلنياً بين السعودية وكيان اسرائيل وهو ما كشفه السيد حسن نصر الله حين تناول موضوع الطلب السعودي من اسرائيل بشن الحرب على حزب الله في لبنان مقابل اموال طائلة .

أقول إذا كان القرار بشن حرب مباشرة معقدا جدا لأسباب تتعلق بخسائرها الكارثية وتعدد جبهات المواجهة في اليمن والبحرين وسورية ومع الرغبة السعودية في التصعيد فإن ما يأمله محمد بن سلمان بتجهيز وتسليح ودعم الميليشيات في لبنان وحتى العراق يمثل خيارا مرجحا . المنطق والواقع يفصح إن محاولات صنع ميليشيات محلية سنية ومسيحية في لبنان تبدو مسألة عبثية جدا ولعبا في وسط جحيم لأن حزب الله يتفوق تفوقا ساحقا ويمسك بمفاصل السيطرة والقوة المعنوية قبل المادية ولا يمكن أن تؤدي الاحتجاجات المدنية والاضطرابات السياسية إلى متغيرات حاسمة بقدر ما تؤدي إلى زيادة هيمنة حزب الله .

 إيرانيا تشكل سيطرة قوات الحرس الثوري والبسيج وأجهزة الأمن و وحدة القيادة ومركزيتها وسلطتها المطلقة عوامل قوة استثنائية في الموقف الإقليمي خصوصا في ظل تغلب الجانب العقائدي الديني على النعرات والتوجهات العرقية.. أما في العراق ومع إزدياد قدرة الانتشار الأمني بسبب الامتدادات التي افرزتها الإنتصارات الميدانية العظيمة للقوات المسلحة المدعومة بالحشد الشعبي وعلى مجمل الساحة العراقية فقد أصبحت الميليشيات والتنظيمات الإرهابية الوهابية والبعثية شيئا من الماضي .كرديا، تبدو السليمانية (كلها) مع بغداد حتى أن من اختلفوا مع (الحركة الطالبانية الشبابية الثورية) بدأوا بالعودة إلى حالة وجودهم الطبيعي مع الإتحاد من دون استثناء تقريبا.

وهذا يعني أن ميليشيا مسعود البره زاني ستكون في عزلة ومعرضة للتدمير في حالة ارتكابه حماقة القتال . اما في اليمن فإن تجربة تيار الرئيس عبد ربه أثبتت ضخامة كلفتها إضافة لعجزها عن التصدي للقاعدة التي جعلت من عدن عاصمة وهمية قبل ان تعجز عن مواجهة انصار الله والجيش اليمني .

 بقي لدينا النفوذ السعودي في احداث سوريا وهنا لا بد ان نشير الى ان الحذر السعودي من الروس وشدة الردود السورية قد بلغ مداه الذي اخرس آل سعود ولم نعد نسمع تصريحات الجبير حول اسقاط النظام في دمشق .

بالمختصر المفيد اختتم مقالي بقناعة تامة هي أن خوض السعوديين في تجربة ابراز العضلات في لبنان ستكون عبثية وتجعل ايران وحزب الله في لبنان اضافة الى فصائل المقاومة السورية واليمنية والعراقية أكثر تصميما على الانتقام وتوجيه ضربة قاضية لحكام آل سعود ومع تفتت بيت حكم آل سعود فإن عبثية القرارات ستؤدي إلى تفكك دولة المملكة السعودية والتعجيل بنهايتها المحتومة.

 

صحيفة المراقب العراقي

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.