ماذا تخبئ السعودية للعراق تحت يافطة “المجلس التنسيقي”؟

32

لم يسجل تاريخ العلاقات العراقية السعودية أن قامت الرياض بمبادرة حسن نية تجاه العراق، أو ساعدته في أزمة ما، بل كانت على الدوام عامل قلق وتهديد للعراق بكافة مكوناته وطوائفه التي نالها نصيب من الإجرام والاذى السعودي، حتى ارتبط اسمها (السعودية) في العراق بالأزمة والإرهاب.

وطيلة السنوات التي اعقبت التغيير في العراق، رفضت الرياض كل محاولات إقامة علاقات دبلوماسية مع بغداد على الرغم من الوفود الدبلوماسية والزيارات، ولم تفلح جميع المحاولات لإقناع الكيان السعودي بفتح سفارة او بعثة دبلوماسية، في وقت دأب نظام "بني سعود" على تأجيج النعرات الطائفية ودعم الإرهاب بكافة اشكاله.

وطيلة السنوات الـ14 كانت السعودية هي عراب الإرهاب وداعمة الأول والأبرز، وما أفصحت عنه حتى الإدارة الأميركية في أكثر من مناسبة، وكشفت عنه وثائق سرية أميركية ودولية.

وطيلة السنوات الثلاث الماضية التي خاض فيها العراق حربا عالمية ضد عصابات "داعش" الإجرامية، لم يذكر أن الكيان السعودي قدم أدنى دعما للعراق في تلك الحرب، حتى على المستوى الإعلامي، فعلى العكس من ذلك أسهمت الآلة الإعلامية السعودية بتشويه الحقائق ومهاجمة القوات الأمنية والحشد الشعبي والترويج لانتهاكات كاذبة.

وفجأة ومع قرب انتهاء "داعش" بفضل تضحيات القوات الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية وفتوى المرجعية الدينية ومن وراء ذلك الدعم الإيراني منقطع النظير، يحاول الكيان السعودي التغلغل إلى العراق والحصول على مكاسب اقتصادية من خلال تحرير المناطق التي دمرتها "داعش" صنيعة السعودية، حيث أعلنت مؤخرا عن تأسيس ما يسمى بـ"المجلس التنسيقي العراقي السعودي".

وتصاعدت التحذيرات السياسية والنيابية وحتى من وزراء في الحكومة العراقية من النوايا الحقيقية لتلك المساعي خصوصا أنها جرت برعاية أميركية "مشبوهة". النائبة عن ائتلاف دولة القانون فردوس العوادي أن "الاتفاق بين العراق الجريح والسعودية يجب ان لا يهمل او يتناسى الفتاوى التكفيرية التي صدرت من قبل المؤوسسة الدينية السعودية الرسمية التي دعت علنا الى قتل العراقيين وتحت انظار ومباركة السلطات السعودية".

العوادي قالت في بيان تلقت "شبكة الإعلام المقاوم" نسخة منه، إن "على رئيس الوزراء والوفد المرافق له ان لا ينسوا دماء الأبرياء من الشعب اليمني الأبي المظلوم والشعب البحريني ومظلومي المنطقة الشرقية التي هدمت بيوتهم على رؤوسهم لأسباب طائفية ،كما نأمل  ان لا  ينسى الوفد العراقي ان الشعب العراقي الحر الأبي له علاقة مبدئية وثيقة مع هذه الشعوب والشخصيات الوطنية والعلمائية التي سلبت منهم ابسط حقوق الإنسان ، ونأمل أن تجد هذه الملفات حيزا للمعالجة في هذا التنسيق".

واستغربت العوادي، أن يتزامن تواجد وزير الخارجية  الأمريكي في السعودية مع زيارة الوفد العراقي لها”، مبدية تخوفها من “وجود خطة جديدة للتقسيم ترعاها أمريكا والسعودية تحت غطاء هذا التنسيق  بعد فشل خططها السابقة”.

من جانبها حذر رئيس كتلة صادقون النيابية حسن سالم من تغلل استخباري سعودي في العراق تحت غطاء الاعمار والاستثمار، داعيا الحكومة إلى الحذر في تعاملاتها وعلاقاتها مع الرياض وعدم حسن الظن بها.

سالم أكد في تصريح تابعته "شبكة الإعلام المقاوم"، أن “السعودية كانت سببا مباشرا بتدمير العراق من خلال دعم الجماعات الإرهابية طيلة السنوات الماضية، لذلك لا يمكن حسن الظن بها”، محذرا من “محاولات السعودية التغلل استخباريا والعمل على ايجاد ثغرات وتوترات تحت غطاء الاعمار والاستثمار”.

إلى ذلك نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن وزير عراقي قوله، "واشنطن ضغطت على بغداد من أجل اتخاذ خطوات جديدة حيال تطبيع أكثر للعلاقات بين البلدين، خاصة بعد فتور وتراجع شهدته العلاقة بالأسابيع الماضية"، واصفا الاجتماع بأنّه "موجّه سياسياً بالدرجة الأولى نحو إيران، ويصبّ في صالح السعوديين والأميركيين بالدرجة الأولى لا في صالح بغداد".

وردا على ذلك أكد النائب منصور البعيجي أن "أي اتفاق خارجي بين الحكومة ودولة أخرى حسب الدستور، يجب أن يمر بالبرلمان العراقي، لذا فإنّ البرلمان قد لا يمرّر ما يراه من الملفات التي تهدف لسحب العراق إلى محور دون آخر".

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.