السعودية.. نسيت العراق ساعة المحنة فتذكرته ساعة الرخاء!

24

في تطور ربما هو الأول من نوعه في تاريخ العلاقات بين البلدين، اجرى الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز اتصالين هاتفيين مع رئيس الوزراء حيدر العبادي الاسبوع الماضي بالتزامن مع حملة سعودية "غريبة" بشأن الانفتاح على العراق وتطوير العلاقات، وهي التي كانت حتى الأمس القريب المعرقل الرئيسي لكل ما من شأنه استقرار البلاد.

وتعددت الوسائل واليافطات التي يحاول الكيان السعودي التقرب فيها إلى العراق زلفى، وطمس جميع الآثار والأدلة التي تثبت تورطه الصريح بدعم الإرهاب والجماعات الإجرامية بعد 2003 وانتهاءً بسقوط الموصل والمناطق الغربية في صيف 2014 والتي تعتبر السعودية المخطط الرئيسي لها.

ومع انتهاء صفحة "داعش" ودحرها وتحرير البلاد من دنسها، تحاول السعودية الدخول إلى العراق عبر بوابة الاعمار والاستثمار لتنفيذ أجنداتها اقتصاديا هذه المرة بعدما فشلت سياسياً وعسكرياً، والحصول على مكاسب اقتصادية من العراق لإنقاذ اقتصادها المنهار بسبب دعمها للحروب في سوريا واليمن.

واللافت أن السعودية لم تتحدث عن دعم العراق طيلة فترة الاعوام الثلاثة الماضية التي خاض فيها العراق حربا ضد عصابات "داعش" الإجرامية، ولم نسمع بأي مسؤول سعودي ادلى بتصريح إعلامي – على الاقل – داعم للعراق عكس ما يكثر الحديث اليوم.

كما لم يسجل للسعودية أن تبرعت بأسلحة او عتاد للقوات الأمنية او حتى مقاتلي العشائر في المحافظات السنية لمحاربة "داعش" وطردها من مناطقهم، عكس العديد من الدول التي وقفت مع العراق ودعمته وعلى رأسها الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت مع العراق منذ الساعات الأولى للاجتياح "الداعشي".

وتتزايد المخاوف من نوايا السعودية الخبيثة بالحديث عن أعمار المدن المحررة، وإمكانية تغلغلها مجددا في تلك المناطق وزرع خلايا تجسسية وإرهابية بواجهة شركات الاعمار، وهو أسلوب تتبعه السعودية عادة في نشر التطرف والإرهاب في الكثير من الدول.

وتشارك السعودية في معرض بغداد الدولي التي كانت تقاطعه طيلة السنوات الماضية بأكثر من 60 شركة، فيما وصل وزير الطاقة خالد الفالح إلى العاصمة بغداد في وقت سابق اليوم السبت لتمثيل بلاده، حيث القى كلمة خلال فعاليات افتتاح المعرض حاول فيها كسب عاطفة العراقيين، متناسيا الازمات والآم التي تسببت بها بلاده للعراق.

بموازة ذلك تزداد تحذيرات المراقبين والسياسيين من الانجرار وراء دعوات الانفتاح المفاجئ على السعودية، مؤكدين ضرورة اتباع سياسة متوازنة وحذرة في التعامل مع نظام "بني سعود" واستحضار مواقفه المعادية من العراق.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.