تحركات عراقية نحو كركوك.. خيارات الضرورة وخواء تهديدات الانفصاليين

50

استخدم الانفصاليون في شمال العراق لغة تصعيدية منذ بداية الازمة مع الحكومة المركزية وتوقع البعض اندلاع حرب كبرى نتيجة اصرارهم على مواقفهم وعدم انصياعهم لقرارات الحكومة العراقية، فضلا بعد دخول الجمهورية الاسلامية وتركيا على خط الازمة، لتاخذ بعدا اقليميا خطيرا.

التجاوزات الكردية واجهتها الحكومة العراقية بردود قوية مستندة الى الشرعية الدستوية والدعم الشعبي والرسمي في الداخل، بالاضافة الى الموقف الاقليمي المؤيد لكبح جماح الانفصاليين في شمال البلاد.

ونتيجة لاستمرار تجاوزات الانفصاليين في شمال البلاد اعلن المجلس الوزاري للأمن الوطني ، برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيانٍ له، امس الاحد، أن وجود "مقاتلين" هو "تصعيد خطير" و"إعلان حرب"، وحذَّر من "عناصر مسلحة خارج المنظومة الأمنية النظامية في كركوك، وإقحام قوات غير نظامية، بعضها ينتمي إلى حزب العمال الكردستاني التركي".

واعتبر المجلس ذلك "تصعيداً خطيراً لا يمكن السكوت عنه، وأنه يمثل إعلانَ حرب على باقي العراقيين والقوات الاتحادية النظامية". واتَّهم القوات "التابعة لإقليم كردستان" بأنها "تريد جرَّ البلاد إلى احتراب داخلي، من أجل تحقيق هدفها في تفكيك العراق والمنطقة، بغية إنشاء دولة على أساس عرقي".

 

هروب الانفصاليين

وتحركت القوات العراقية الليلة الماضية للسيطرة على المراكز الحيوية في شمال العراق، بعد أن وجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القوات المسلحة بفرض الأمن في كركوك، فيما اعلن الرئيس غير الشرعي لاقليم كردستان تمرده على هذا الاجراء المركزي، ودعا مليشياته الى مواجهة القوات العراقية.

وبعد ساعات أعلنت خلية الإعلام الحربي سيطرة القوات المشتركة على عدد من مناطق كركوك خلال اشتباكات الليلة الماضية، مؤكدة استمرار الوحدات العسكرية بالتقدم، وأوضحت ان القوات العراقية سيطرت على معبر جسر خالد وعلى طريق الرياض – مكتب خالد ومعبر مريم بيك وعلى طريق الرشاد – مريم بيك باتجاه فلكة تكريت، إضافة  إلى الحي الصناعي وتركلان وناحية يايجي.

ومن المناطق التي سيطرت عليها القوات العراقية، منشأة غاز الشمال، ومركز الشرطة، ومحطة توليد كهرباء كركوك، ومصفى بجانب منشأة الغاز.

الى ذلك قال موقع روسيا اليوم أن "القوات العراقية فرضت سيطرتها على الأطراف الغربية لمنطقة الدبس في محافظة كركوك، فيما وصلت قوات مكافحة الإرهاب إلى تخوم المدينة، وسط ترحيب التركمان والعرب من أهالي القرى والنواحي بوصولها"

 

اتهامات متبادلة

وافادت مصادر اعلامية ان القوة المنسحبة من البيشمركة تابعة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يشهد انشقاقات كبيرة وكثيرة، وبحسب المصادر، واتهم الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود برزاني قوات الاتحاد الوطني الكردستاني بالخيانة بعد أن سلم مواقعه للقوات الأمنية العراقية في كركوك.

كما أشارت المصادر إلى أن خلافات كبيرة اندلعت بين الطرفين ما ينذر بحصول تصدع كبير في العلاقة بين الحزبين الكرديين.

وفي السياق اتهم محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم اليوم القوات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني بـ"الخيانة" منوها بأنهم سيطالبون بفتح تحقيق لمعرفة الجهة التي أصدرت أوامر الانسحاب.

وذكرت مواقع اخبارية عراقية أن محافظ كركوك المقال نجم الدين كريم هرب، امس، إلى أربيل بصحبة قوة عسكرية كردية بعد وصول القوات الأمنية العراقية محيط المدينة.

 

تحذيرات من عناصر خارجة عن القانون

التمرد الكردي دق ناقوس الخطر لدى بعض قيادات الحشد الشعبي وقيادات برلمانية ابدت مخاوفها من وجود عناصر خارجة عن القانون تهدد وحدة العراق، إذ حذرعضو هيأة الراي بالحشد الشعبي كريم النوري، مسعود البارزاني من ادخل عناصر الـ p k k  الى كركوك لاثارة الفوضى والقتال في المحافظة. مبينا ان البرزاني يستخدم هذه المليشيات "لاثارة الفتنة وارباك الوضع الأمني".

من جهتها قالت النائبة عن ائتلاف دولة القانون عالية نصيف في بيان لها "بما أن العصابات الكردية التابعة للبارزاني حاولت التصدي لتقدم الجيش في كركوك فبالتالي تعد هذه العصابات خارجة على القانون ولا تأتمر بأوامر القائد العام للقوات المسلحة وغير خاضعة لسلطة الحكومة الاتحادية بل هي قوات معتدية، وعلى القائد العام للقوات المسلحة إصدار أمر بحلّها وقطع رواتب عناصرها".

واشارت الى ان "الجيش العراقي اليوم في مرحلة الدفاع عن سيادة العراق وفرض هيبة القانون، وقد تكللت عملية استعادة كركوك بانتصارات أثلجت صدور العراقيين وتحققت بشكل انسيابي دون حصول اشتباكات تذكر".

ولفتت الى ان "قواتنا المسلحة عبرت من جديد عن مدى التزامها بالمعايير الأخلاقية والإنسانية خلال تنفيذ واجباتها الأمنية، فحازت على ثقة جميع أطياف الشعب العراقي".

وكان الانفصاليون الكرد قد اعتمدوا في خطواتهم التصعيدية على دعم الكيان الصهيوني العلني، متمثلا برئيس وزرائه بنيامين نتنياهو، والمؤسسات الصهيونية التي تسهل عمليات سرقة النفط العراقي وبيعه في السوق الدولية السوداء، بالاضافة الى الدعم الخفي من قبل الولايات المتحدة الامريكية، ما زاد من حدة المطالب الشعبية والرسمية العراقية بضرورة فرض سلطة الحكومة العراقية المركزية على المناطق التي استولت عليها ملشيات البيشمركة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.