شبكة “فولتير” تكشف المؤامرة الكبرى التي تقف وراء استفتاء كردستان

81

كشفت شبكة "فولتير" الاعلامية في هونغ كونغ عن وجود مخطط دولي كبير لزعزعة استقرار المنطقة عن طريق اجراء الاستفتاء في كردستان، مبينة انه ليس سوى لعبة حمقاء تدعمها الولايات المتحدة سرا وتعارضها في العلن كما أن بريطانيا وفرنسا يقومان بنفس الشيء، على امل ان تجعل واشنطن احلام الكرد القديمة تتحقق ولاتخرج عن ذلك روسيا على الرغم من انها ضد هذا التغيير الاحادي الجانب، لكن قد تدعم انفصال الكرد ايضا مادام الجميع يوافق على استقلال جزيرة القرم وهو ما يعني قبول ارتباطها بموسكو.

ونشرت الشبكة مقالا تحليليا للكتاب الفرنسي تيري ميسان والذي ترجمته "شبكة الإعلام المقاوم"، قال فيه أن درجة نفاق الاعضاء الدائميين في مجلس الامن لم تتمكن حتى الان من اصدار حكم بهذا الشأن ولم يتخذوا اي قرار بهذا الخصوص ذلك انه توجد حاليا ثمان دول لم تحصل على استقلالها وغير معترف بها وهي: أبخازيا وشمال قبرص وناغورني كاراباخ وكوسوفو وأوسيتيا والصحراء الغربية وصوماليلاند وتراسنيستريا بالاضافة الى منطقتين في اوروبا هما كاتالونيا واسكلندا مما يعني ان الاعتراف بكردستان سيكون له عواقب على هذه البلدان العشرة .

وتابع الكاتب أن القضية تعود الى عام 2014 فق اجتمعت أجهزة المخابرات السعودية، والأمريكية، و"الإسرائيلية"، والأردنية، والكردية، والقطرية، والبريطانية، والتركية في العاصمة الأردنية عمان في اليوم الأول من حزيران 2014 للتحضير لغزو العراق عبر جماعة داعش الاجرامية، حسب الوثيقة التي نشرتها صحيفة أوزغورغوندوم التركية في اليوم التالي للاجتماع والتي تم اغلاقها فيما بعد من قبل السلطات التركية.

واردف مقال شبكة "فولتير" أنه "طبقا لتلك الوثيقة فقد تم الاتفاق على ضرورة التنسيق بين داعش وإقليم كردستان العراق، بما يفضي إلى قيام الأولى بشن هجوم خاطف على الموصل، فيما تتولى الثانية أمر الاستيلاء على كركوك ، واشارت الوثيقة الى ان الرئيس غير الشرعي لكردستان مسعود بارزاني كان قد زار الأردن قبل أربعة أيام من ذلك الاجتماع، والتقى خلالها مع بعض المشاركين فيه لاحقا وقد حرص على عدم حضور الاجتماع المزمع عقده بعد أربعة أيام، فأوفد ابنه مسرور، بوصفه رئيس جهاز استخباراته الخاص."

واستطرد المقال أنه "حين غزت داعش الاجرامية الجزء الذي خصصته لها الولايات المتحدة مسبقا غرب العراق، قامت على الفور بأسر الايزيديين واعتبارهم عبيدا وجواري، وللتذكير فإن الغالبية الساحقة من هؤلاء الأسرى هم من الأكراد، لكن طبقا لاتفاق عمان فلا ينبغي على الجار الكردي أن يتدخل، حتى حين تمكن البعض منهم من الفرار والتحصن في جبل سنجار، وفي نهاية المطاف أنقذتهم فرقة القوات الخاصة في حزب العمال الكردستاني التركي، وليس البرزاني وقد أنقذوا جميع المتحصنين في جبل سنجار، بمن فيهم غير الأكراد".

واشار إلى أن "محاولة أتباع البرزاني إعادة كتابة تلك الرواية-وفقا لأهوائهم- لن تمحو عار جريمتهم بحق شعبهم ، حيث كان هناك شخصية اخرى كردية معروفة كانت حاضرة في اجتماع عمان أيضا، وهو المجرم المعروف باسم الملا كريكار الذي كان وقتها يقضي حكما بالسجن لمدة خمس سنوات في النرويج لتهديده بالقتل على شاشة التلفزيون رئيسة الوزراء إرنا سولبرغ. لكنه مع ذلك خرج من سجنه وذهب إلى عمان لحضور الاجتماع على متن طائرة عسكرية تابعة لحلف الناتو، ثم عاد إلى زنزانته بعد بضعة أيام من انتهاء الاجتماع، معلنا من أوسلو مبايعته لداعش".

ووفقا لمجلة "أكراد إسرائيل" التي تنقل عنها الصحافة التركية على نطاق واسع، فقد تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمسعود البرزاني، بايفاد مائتي ألف "إسرائيلي" للمساعدة على إدارة شؤون الدولة الجديدة، المدعوة إلى التوسع داخل الأراضي السورية.

واشار الى أنه وقبل ثمانية أشهر من اجتماع عمان، كانت باحثة من وزارة الدفاع الأمريكية تدعى روبن رايت، قد أكدت موافقة بلادها على هذا المشروع وقد لفتت السيدة رايت آنذاك إلى استحالة تطبيق هذا المشروع، لكنها نشرت، مع ذلك، خريطة " لدولة سنية" تُمنح لداعش، وخريطة لدولة "كردستان" المعطاة للبرزاني في العراق وسورية. وقد أرست وزارة الدفاع الأمريكية، بناء على ذلك مؤخرا، مناقصة بقيمة 500 مليون دولار على أحد المقاولين لتوريد أسلحة وذخائر سوفيتية الصنع بشكل رئيسي، وصلت الدفعة الأولى منها، عبر كردستان العراق، وهي حمولة مائتي شاحنة إلى محافظة الحسكة، تم تسليمها بين 11 – 19 أيلول الجاري لـ"وحدات حماية الشعب الكردية"، تحت أنظار "داعش" التي لم تعترض سبيل تلك القافلة.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مؤخرا، صورا من أقمارها الصناعية لمعسكر تابع للقوات الخاصة الأمريكية داخل أراض تحتلها "داعش" في سورية، تُظهر الجنود الأمريكيين وهم يعيشون جنبا إلى جنب مع الأكراد والارهابيين بوئام تام.

وشدد المقال على أن "انفصال الاكراد سيمنح عشائر الطالباني والبارزاني وسائل أخرى تمكنهم من متابعة شؤونهم، كما أنها ستقدم "لإسرائيل" إمكانية تنفيذ بعض أهدافها العسكرية فمنذ نهاية التسعينيات توقف عن تطوير الصواريخ واستراتيجية خطة (تسهال ) لاحتلال المناطق الحدودية أي الأراضي الواقعة خارج حدودها سيناء، الجولان، جنوب لبنان بل على العكس من ذلك، تعتزم تحييد مصر وسوريا ولبنان عن طريق مهاجمتهم من الخلف. لهذا السبب أيدت "تل أبيب" إنشاء جنوب السودان في عام 2011 من أجل وضع الصواريخ باتجاه مصر، وهي تدعم اليوم إنشاء كردستان من أجل وضع الصواريخ على سوريا.

ووفقا لهذا المنطق، فإن المثل الأعلى لخطة "تساهال" هو توسيع أراضي كردستان العراق ليس فقط إلى كركوك، ولكن إلى شمال سوريا. هذا هو الغرض من وحدات حماية الشعب وهذه الدولة المستقلة ذاتيا هي ممر طويل يربط كردستان العراق بالبحر الأبيض المتوسط، وتحتله القوات الأمريكية التي يتم تركيبها بشكل غير قانوني في عدة قواعد عسكرية.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.