آل سعود وعلامات السقوط..!

7

الكاتب/ قاسم العجرش

ثمة نقاط حالكة في جبين التاريخ؛ منها على سبيل المثال لا الحصر، إحراق روما، وحريق مكتبة الإسكندرية، وهدم برج بابل..غير أن التاريخ الإسلامي؛ يكتنف على نقاط أكثر حلكة في تاريخ البشرية.

من بين تلك النقاط الإسلامية السوداء، كان قتل أهل بيت النبوة عليهم السلام؛ في واقعة الطف عام 61 للهجرة، ولم يكن القَتَلة كفارا بل كانوا مسلمين، يصلون الجماعة، وبعضهم صلّى خلف الحسين عليه السلام، قبل أن يقتلوه بعدة أيام!

لقد كانت فتوى (عدم الخروج على السلطان الظالم)، أساس تلك الجريمة النكراء، وهي فتوى صدرت عن وعاظ البلاط الأموي، وباتت أساسا من أسس أنظمة الحكم الإسلام السُني، يتلقفها الحكام الطغاة؛ راية يسلّمها طاغية للذي يأتي بعده من الطغاة.

كانت هذه الفتوى، مائدة أعتاش عليها «علماء» السوء، فبها إستطاعوا العيش على سماط الجلادين، بعدما وفرّوا للسلاطين غطاءاً دينياً، وحماية شرعية من غضب الجماهير المظلومة، في كل زمان ومكان من أمكنة وأزمنة الإسلام.

هذه الفتوى تحوّلت بإستمرار؛ الى أداة للقمع والتنكيل، بعدما فرضت على الأمة طاعة الحاكم ؛ وإن كان فاجرا أو فاسقا أو ظالما، أو جمع كل هذه الصفات، مع غيرها من صفاة المستبدين، ويحدثنا ابن كثير في البداية والنهاية، أن الرؤوس تتطاير من رقاب الرعية؛ لمجرد أن خليفة سكران قرر ذلك!

فتوى (عدم الخروج على السلطان الظالم)، واقية دينية مزيفة، تشبه تلك التي كانت المسيحية تعيشها في اوربا؛ عندما إتحدت الكنيسة والقيصر..وهي فتوى أموية شيطانية رهيبة؛ كبلت الشعوب الإسلامية مئات السنين، وأجبرت عقول المسلمين على الإستسلام طائعة لتسلط الظلمة، وجعلتها تدفع الدماء والأموال والأرواح، والأرض والشرف والكرامة ثمنا غاليا…

بعض العظاة؛ ما زالوا يرددون ما أفتى به «السلف»، من فرض ركوع الأمة تحت أقدام الطغاة، بدعوى صيانة وحدة الأمة، والحفاظ على بيضة الإسلام، كما يردد علماء السوء في مملكة الشر السعودية، الذين مازالوا يطبلون لهذه الفتوى، بعدم الخروج على السلطان لأنه يمثل الإسلام، لكنَّ هذه الفتوى تتهاوى الآن بسرعة لافتة.

إنها تتهاوى بسبب إتساع دائرة وعي الأمة بحقوقها؛ نتيجة للتبصير الفذ الذي أحدثته الصحوة الإسلامية، التي أحدثتها نهضة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، وهي تتهاوى لأن ظلم الحكام الطغاة فاق الإحتمال، وما يجري اليوم في العوامية في شرق الحجاز من مجازر، ستكون آخر مسامير نعش آل سعود.

إستفحال الظلم في جزيرة العرب، كان نتيجة حتمية لبقاء الظالم، بسبب تلك الفتوى الظالمة، التي بَانَ سقوطُها؛ تحت وعي الثوار النجديين والحجازيين.

كلام قبل السلام: يوم تحطم أسطورة الطغاة ليس ببعيد، وسنقطف قريبا ثمار الإنتظار؛ لمقدم الطلعة البهية والغرة الحميدة، للذي سيظهر قريبا بين الركن والمقام، وعندها ستتطاير رؤوس الطغاة..

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.