جرف النصر.. تهديد مستمر وخلايا لم تنم  

11

ماتزال ناحية جرف النصر تشكل الخاصرة الرخوة لمحافظي بابل وكربلاء (وسط العراق)، رغم الدماء التي بذلتها القوات الأمنية والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية من اجل تحريرها وتخليصها من براثن عصابات "داعش" الإجرامية، وماتزال مستمرة بتقديم التضحيات تلو التضحيات بسبب الحاضنة الإجرامية والخلايا النائمة ووجود الالاف من المطلوبين للقضاء بين النازحين التي اصرت وتصر بعض الجهات على عودتهم.

فخلال اسبوع واحد شهدت الناحية ثلاثة هجمات وحوادت استهدفت قوات الحشد الشعبي كان آخرها ما شهدته منطقة الفارسية، صباح اليوم، حيث استشهد خمسة مقاتلين اثناء صد تسلل للدواعش المجرمين. 

وشهدت تلك العمليات الإجرامية تصاعدا بالتزامن مع عودة مجموعة من النازحين إلى الناحية رغم التحذيرات المتكررة من قبل سياسيين ونواب وفصائل المقاومة الإسلامية والحشد الشعبي بأن هناك الالاف من المطلوبين للقضاء والمتورطين بعمليات إجرامية بين النازحين.

ويقول قائممقام قضاء المسيب قاسم المعموري في تصريح لـ"شبكة الإعلام المقاوم"، إن هناك اربعة الاف مطلوب للقضاء العراقي بين نازحي وسكان جرف النصر، لم تنفذ بهم بسبب الاحداث التي شهدتها البلاد في صيف 2014 وسيطرة "داعش" على الناحية.

ويؤكد المعموري أن الناحية طالما شكلت تهديداً حقيقيا للمناطق المحيطة والمتآخمة لها، وفي مقدمتها قضاء المسيب الذي شهد حدوث "إبادة جماعية"، لافتا إلى أن نحو 90% من العمليات الإجرامية التي شهدتها المسيب والمناطق المحيطة بها مصدرها الجرف.

ويطالب المعموري بضرورة إرسال تعزيزات من قوات الحشد الشعبي إلى الناحية بهدف منع الخروقات الأمنية المتكررة، مشيرا إلى أن الحشد الشعبي لديه خبرة كافية في التعامل مع الطبيعة الجغرافية للمنطقة التي تمتاز بكثافة الأرضاي الزراعية.

من جانبه أكد عضو اللجنة الامنية في مجلس محافظة بابل فلاح عبد الكريم عدم جاهزية ناحية جرف النصر لاستقبال النازحين في الوقت الحالي، مشيرا إلى وجود تواطؤ ما بين بعض العائلات العائدة مع الإرهابيين لاستهداف القوات الامنية والحشد الشعبي.

وقال عبد الكريم في تصريح لـ"شبكة الإعلام المقاوم"، إن “اعادة العائلات بشكل كامل لابد ان تتم بشروط اولها توفر قاعدة بيانات لحصر وتسجيل كل الافراد لاسيما ان اكثر من 5000 امر القاء قبض صادرة بحق بعض اهالي الجرف من الذين  شاركوا بالقتال مع داعش ضد القوات الامنية داخل الناحية وخارجها متهمين بجرائم الخطف وقتل بحق الاهالي في الناحية"، مشيرا إلى أن الكثير من الهجمات تحصل بالتواطؤ ما بين الارهابيين وبعض العائلات العائدة.

ولا تنحصر تلك التهديدات عند ذلك الحد، بل تتعداها إلى المراقد والاضرحة المقدسة. ويكشف الخبير الأمني صفاء الاعسم بهذا الصدد عن مساع تبذلها عصابات "داعش" الإجرامية  لإعادة السيطرة على الناحية لاتخاذها نقطة إنطلاق لضرب بعض المراقد.

وقال الاعسم في تصريح صحافي تابعته "شبكة الإعلام المقاوم"، إن “المجاميع الإجرامية تسعى لاعادة السيطرة مجددا على ناحية جرف النصر في بابل للسيطرة على الطرق المؤدية الى المراقد المقدسة في كربلاء والنجف لاحداث فتنة طائفية جديدة”، داعيا إلى "زيادة الجهد الاستخباري في تلك المناطق".

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.